دورنا كمسلمين في هذه الحياة مواجهة الطغيان وإقامة العدل
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
يوم القدس العالمي 1433هـ.
نحن كأمة مسلمة ليس دورنا في الحياة فقط أن نقتصر على البعض من العبادات مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج ثم نكتفي بهذا، هذه العبادات هي عون لنا، وهي دائرة تربوية متكاملة تعيننا لنكون في مستوى القيام بمسؤولية أساسية وكبيرة حمَّلنا الله اياها، مسؤولية نتحرك في واقع الحياة بالمشروع الإلهي الذي هو إقامة العدل في الحياة، الأمر بالمعروف في دائرته الواسعة، النهي عن المنكر في دائرته الواسعة، مواجهة الظلم، الفساد، الشر، الطغيان، العمل على أن نتحرك بهذه الرسالة على مستوى العالم، دور عالمي، دور كبير، دور مشرّف.
فما الذي حصل في واقع الأمة الإسلامية؟ فرطت في مسؤوليتها، وقعدت عن القيام بهذه المسؤولية لتكون أمة الخير تتحرك بالخير في العالمين، فماذا كانت النتيجة؟ تحرك أهل الشر بشرهم وعلى المستوى العالمي؛ لينشروا الشر ويتحركون بالشر، بالنزعة الاستعمارية، بالتسلط، بالاستحواذ على خيرات الأرض، بالاستعباد للناس، فتحركوا بشرهم على المستوى العالمي وأصبحوا قوة عالمية، أصبحوا بما هم عليه من شر، بما يحملونه من شر، الشر في نواياهم، الشر في ممارساتهم، الشر في طبيعة المشروع الذي يتحركون به، أصبحوا هم قوةً عالميةً تتحرك بهذا الشر وتعممه في الأرض، وتمارسه في الأرض، ويعاني منه أهل الأرض في شتى بقاع الدنيا.
وتحركوا بهذا الشر كقوة في ظل قعود الأمة الإسلامية، القعود الذي أضعفها، القعود الذي أذلها، القعود الذي أتاح للآخرين الذين تحركوا بشرهم أن يكونوا هم في موقع القوة، يبنون واقعهم ليكونوا قوة، ويستمرون في بناء واقعهم ليكونوا أكثر قوة، ليكونوا أكثر اقتداراً في الهيمنة والتسلط والقهر والاستعباد والتسلط على الشعوب، والاستحواذ على خيراتها، ونهب ثرواتها ومقدراتها، وممارسة القتل والسجن والتضييق على الناس بكل ما يتضمنه الشر من ممارسات وسلوك.