سبيل الله ومنهجه العظيم هو أسمى وأعظم ما يمكن أن يعتمد عليه البشر لإصلاح حياتهم
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية السادسة والعشرون 1441هـ.
للأسف الشديد غابت الصورة الحقيقية لمفهوم في سبيل الله، لمفهوم هدي الله، لمفهوم منهج الله، الصورة الجميلة والعظيمة والرائعة عن ذهنية الناس؛ لأننا أصبنا باتجاهين بمصيبتين بحربين بتشويه هذه الصورة:
جانب الذين كفروا وهم يحاربون الأمة، ويقدِّمون في كل حربهم الثقافية والإعلامية والتضليلية… بكل أشكالها، بكل وسائلها، بكل مناهجها، صورة تشويهية تهاجم هدى الله -سبحانه وتعالى-، تقدِّم صورةً عنه أنه حالة من التخلف، أنه حالة من الضعة والسقوط، أنه لا علاقة له بالحياة، ولا يصلح هذه الحياة، وليس في مستوى أن يبني هذه الحياة، وأن يعالج مشاكل هذا الإنسان، وأن يصلح واقع هذا الإنسان.
وصورة من الجهات التي تتحرك باسم الدين نفسه، لكنها تشوه هذا الدين، تشوه منهج الله -سبحانه وتعالى-، كما يفعله التكفيريون، وكما يفعله أمثالهم ممن يتجهون هذا الاتجاه التشويهي، الذي يقدِّم مفاهيم مغلوطة، وناقصة، وقاصرة، وملتبسة، ومتجزئة، ويحذف كل الجانب الحضاري من الإسلام، كل الجانب الحضاري والبنَّاء في هذه الرسالة الإلهية، في هذا المنهج الإلهي العظيم، ثم يقدِّمون صورةً متوحشة، وصورةً سلبية.
إنَّ سبيل الله، وإنَّ منهجه العظيم، وإنَّ هديه المبارك، هو أسمى وأعظم ما يمكن أن يعتمد عليه البشر لصلاح حياتهم، وأسمى وأعظم ما يمكن أن تُبنى عليه أرقى حضارة في الواقع البشري، ولا يماثله شيءٌ لصلاح حياة الناس، ولحل مشاكلهم في كل المجالات: على المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي، على المستوى الاجتماعي… في كل واقع حياتهم، وفي كل مجالات حياتهم، ثم هو أعظم ما يمكن أن يترك أثراً إيجابياً في الإنسان نفسه، في تزكية نفسه، في تنويره، في تزويده بالمفاهيم الصحيحة، بالرؤى الصحيحة، بالفهم الصحيح، بالنظرة الصائبة، بالحكمة، كما يقول في القرآن الكريم.