الله تعالى نهى المسلمين نهياً قاطعاً عن أن يتخذوا اليهود والنصارى اولياء
يوميات من هدي القرآن الكريم.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
آيات من سورة المائدة الدرس الأول صـ 4.
القرآن الكريم يخاطب الناس الذين قد شهدوا على أنفسهم بأنهم مؤمنون باسم إيمانهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} كل من يرى أنه مؤمن، كل من ينتسب إلى هذا الاسم العظيم اسم (الإيمان). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} أنتم من تعدون أنفسكم مؤمنين انتبهوا، انتبهوا، قد تقعون في موالاة اليهود والنصارى من حيث تشعرون أو من حيث لا تشعرون، فيوجه النهي بصراحة: {لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}.
تبدو الآية وكأنها غريبة كيف مؤمن يتولى يهودياً ونصرانياً!!، ما العقائد أصبحت متباينة؟. المؤمن المسلم غير اليهودي وغير النصراني؟ المسلم من أول أيام إسلامه هو من وُوجه من جانب اليهود بشراسة تجعله يحمل حقداً لليهود، ويحمل عداءً لليهود؟ هو من يرى أنه في مكان واليهود في مكان آخر، هو مفصول عنهم مباين لهم، ليس بينه وبينهم أي علاقة، فكيف يمكن أن يكون ممن يتخذهم أولياء؟.
لاحظ كم هي العبارات متقاربة بين العبارات الأولى في قول الله سبحانه وتعالى: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً} (آل عمران: من الآية100) وهنا: {تَتَّخِذُوا}، تبدو القضية وكأنه – على الرغم من أنكم مؤمنون – تكادوا أنتم الذين تتخذون، وأنتم الذين تبحثون عن كيف تطيعوا، يعني هناك جذب ما هو يحصل جذب؟ يبدو وكأنه يتحدث بأنه وكأننا نحن سنتخذ، ونحن سنطيع، فليست المسألة فقط هي أننا سنُخدع، بل يمكن أن تصل المسألة إلى أن نحن ننطلق نحن لنتخذهم أولياء، نحن ننطلق لنطيعهم، هذا شيء غريب. أليس غريباً؟.
ألسنا نلعن اليهود؟ نلعن اليهود ونحن نلعن النصارى، ونحن نبغضهم ونعاديهم ونكرههم، ومتى ما غضب أحدنا على الآخر قال له: [يا يهودي، أنت نصراني أنت يهودي أنت كذا]، لكن على الرغم من هذا كله قد تصل المسألة إلى درجة أن يكونوا من هم يحملون اسم إيمان, ينتمون إلى هذا الاسم أن ينطلقوا هم ليتخذوهم أولياء، أن ينطلقوا هم ليطيعوهم فيردوهم بعد إيمانهم كافرين.
ما الذي سيدفع إلى هذا؟ هل أن اليهود والنصارى سيبدون أمامنا من أولياء الله فننطلق نحو توليهم أو طاعتهم .. سيتغيرون؟ أو أن عداوتهم ستذوب من قلوبنا؟ أو يبدون لنا بشكل يشدنا إليهم؟ ما الذي يشدنا إليهم؟ ما الذي يمكن أن يشد الإنسان المؤمن إليهم فيكاد هو الذي يبحث عن كيف يتخذهم أولياء؟! ويكاد هو الذي ينطلق في طاعتهم ليطيعهم ليردوه بعد إيمانه كافراً؟ وهنا ليصبح مثلهم، ويصبح ظالماً كما هم ظالمون، ظالماً لنفسه وظالماً للبشرية.