الذكرى السنوية للشهيد هي التعظيم والتقديس لأسمى عطاء وأشرف تضحية
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد للعام الهجري 1439هـ.
تهدف هذه الذكرى لأهداف متعددة، في مقدمتها التعظيم والتبجيل والتقديس لأسمى عطاء وأشرف تضحية وهو عطاء الشهداء، وهي تضحياتهم التي كانت إلى أعلى مستوى، التضحية بالنفس التضحية بالحياة، التقدمة بأعلى ما يمكن أن يقدمه الإنسان، فيما بيده، فيما أعطاه الله سبحانه وتعالى، التضحية بالروح والحياة بهذه الدنيا الفانية، وهو عطاء عظيم وهي تضحية عظيمة، جديرة بالتقديس والتبجيل والتعظيم وكذلك جديرة بالاحتفاء بها والإشادة بها، والافتخار بها.
شهداؤنا هم تاج رؤوسنا وهم فخر أمتنا، وهم عنوان عزتنا وصمودنا وكرامتنا، وأيضا يضاف إلى ذلك الاستفادة من هذه الذكرى الاستلهام منها لكل معاني العزة، ولكل ما يساعد الإنسان على الصمود والثبات في مواجهة التحديات، في مواجهة الأعداء والظالمين، الطغاة المستكبرين، ودروس كثيرة ومهمة مثل لفت النظر، وأيضا كذلك إلى أسر الشهداء ومسؤولية الأمة تجاههم وغير ذلك من الفوائد الكثيرة لإحياء هذه الذكرى.
وحينما نتحدث في هذه المناسبة عن عنوانها الرئيسي “الشهداء” نأتي في المقدمة إلى الحديث عن الشهادة، ما هي الشهادة؟ ماذا تعنيه الشهادة؟ من المعروف أن لدى البشر بشكل عام اعتراف بتقديس الشهادة، وللشهداء منزلة رفيعة وعالية ومقام عظيم وسامٍ لدى البشر بمختلف مشاربهم، ولهذا نلحظ مثلا أن مختلف التيارات والقوى، مختلف الأقوام مختلف الملل، أغلبهم يسمون قتلاهم بالشهداء، قتلاهم في مواقفهم، في قضاياهم، في اتجاهاتهم ، في.. إلى آخره، يطلقون عليهم لقب الشهداء، وحتى الأقوام أحيانا أو التيارات التي لا تعترف بالدين ولا تركز على مسألة الجنة والنار، أو لا تربط مواقفها بالقيم الدينية والأخلاقية، بل تعتبر اتجاهها في هذه الحياة فيما هي فيه من مواقف وتوجهات مجردة عما يسمى قيم أخلاق، مبادئ، يطلقون عليه مثلا موقفا سياسيا مجردا، منفصلا عن كل هذه الاعتبارات، أو أي عنوان من العناوين، حتى هم يسمون القتيل منهم بالشهيد، يطلقون عليه عبارة الشهيد ومسمى الشهيد، وهذا لأن الوجدان الإنساني يقدر ويعز الشهداء ويعترف بعظمة وسمو الشهداء بغض النظر عن أي توجه عن أساس الموقف عن طبيعة الهدف عن عن، إلى آخره، ولهذا هذه أول نقطة، أو النافذة التي نطل منها على الشهادة.