المعنى الحقيقي للشهادة في سبيل الله؟
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد للعام 1439هـ.
الشهادة في سمو وعظمة منزلتها واعتبارها لدى الجميع، الشهيد في مقامه العظيم والعالي وما حظي به من شرف باعتراف الكل، ولذلك يتنازعون على هذا المسمى، كلٌ يريد أن يكون قتلاه الذين ضحوا أو قدموا، أعطوا في اتجاهه أن يكونوا بهذا العنوان وبهذا الاسم، ونلحظ مثلا أن البعض لم يعد لديهم حتى فهم صحيح عن مسألة الشهيد الحق والشهادة الحقة التي تعتبر وفق التوصيف القرآني وفق التسمية الإلهية التي ارتبط بها الوعد الإلهي فيما وعد به الشهداء، فحصل التباس فيه لدرجة أن البعض مثلا يتصور أن عنوان الشهيد يتعلق بأي جهة، كل قتيل بنظرهم يعتبر شهيدا ويرون فيه أنه شهيد باعتبار أنه قتيل، فمن قتل فهو بنظرهم شهيد، ولغياب مثلا حالة التثقيف أو تشوش حالة التثقيف والتوعية تجاه هذا الأمر وتجاه هذه المسألة، طبعا يمكن النظر إلى كثير من هذه الحالات التي يطلق فيها هذا المسمى على كثير من الناس بالعرف، المسمى العرفي والعنوان العرفي، يعني شيء الكل تعارفوا عليه بهدف التقديس أو التثمين والتقدير للتضحية التي قدمها شخص ما،
لكن علينا أن نعي جميعا ما هو المعنى الحقيقي والصحيح للشهيد والشهادة ومتى يكون الإنسان فعلا شهيدا في سبيل الله، هناك أيضا في الأوساط الدينية لدى البعض سوء تقديم وسوء ترغيب في الشهادة في سبيل الله، فمثلا البعض حتى تحت العناوين الدينية يقدم عنوان الشهادة وكأنها مجرد عملية انتقال بسبب الاستعجال السريع للانتقال للجنة والتمتع بالحور العين، كثير يقدم الشهادة هكذا مثلا، إنسان عجال زهق من هذه الحياة يشتي يتنعم، يريد يرتاح ومستعجل جدا للذهاب إلى الحور العين، ويأتي في بعض الأوصاف ذات العناوين الدينية غير الواعية، يأتي كثيرا الشد إلى الشهادة والترغيب في الشهادة تحت عناوين مادية بحتة إما الحرمان أو غير ذلك من النعيم وأصبحت منهجية ربما لدى البعض مثل القوى التكفيرية، منهجية محاطة بأساليب معينة وطرق معينة، تُحدث تأثيرا في البعض، فيذهب هكذا ليس لديه قضية ليس لديه مبدأ، ليس لديه أي شيء، المسألة ملخصة عنده ومختصرة عنده في حدود أنه يريد أن يذهب ليجعل من عملية القتل وسيلة إلى انتقال سريع إلى هناك، إلى ما قد شدوا أنظاره إليه وعبأوه إليه بشكل جذاب ومغري جدا جدا، حتى بات لا يفكر بشيء إلا بالحوراء ومعانقتها والعيش معها إلى آخره.