أفضل لك أن تصبر في سبيل الله من أن تصبر على الذل والإهانة والقهر في ظل الباطل
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي
الدرس الثامن من دروس رمضان صـ11.
أفضل لك أن تصبر في سبيل الله من أن تصبر على الذلة والإهانة والقهر والعبودية والإستذلال وتسلط الأعداء، أفضل لي أن أسير أنا ويكون الأعداء هم الذين يصيحون مني، الذي أضرِب أفضل من أن أكون أنا الذي أضرَب والذي أقهر وأذل وأصيح أنا وكل أسرتي وكل الناس من حولي، أليس هذا أفضل لك تصبر في طريق أنت فيها الذي تضرب وتؤلم الآخر وتغيض الآخر وتهزم الآخر؟ ولا أن تكون أنت الذي ماذا؟ الآخر العدو هو الذي يقتحم عليك بيتك هو الذي ينتهك عرضك هو الذي ينهب أموالك هو الذي يذلك ويقهرك، نحن نرى صورا من هذه موجودة في العراق وفي فلسطين مؤسفة جداً.
إذاً هل هناك جديد بالنسبة لك عندما تصبر في سبيل الله أو أنه أفضل، أفضل أن تصبر في سبيل الله هو الصبر الذي هو في مقام عزة ورفعة والآخر يصيح منك، وإلا ستصبر في وقت أنت الذي تصيح فقط والعدو لا يصيح منك أنت الذي تصيح أنت بيتك دمروه نهبوه دخلوا يربطونك أمام زوجتك ويقودونك إلى السجن ويعذبونك يهود أعداء من أشد الأعداء، ألست أنت الذي تصيح لوحدك؟ وأنت تصبر في سبيل الله أنت تجعل الآخرين يصيحون منك، إذاً ما معناه بأنه لا بد أن نمشي في سبيل الله ونصبر أننا إذا لم نكن على هذا النحو سنعيش في حالة استقرار وسعادة ولا هو حاصل علينا شيء؟ لا. ستجد أن هذه الحالة أفضل، أفضل بكثير في وقتها وفي غايتها وفي نتيجتها.
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة:155ـ156) هذه الخلاصة هي هذه، نحن لله فشيء في سبيله ليس هو مشكلة علينا في سبيله نحن له ونحن سننتهي في مسيرتنا بأن نرجع إليه، هذه العبارة جميلة جداً و ترسخ في ذهنيتك بأنك مملوك لله وأنت له وسترجع إليه، إذاً لم يكن هناك جديد بالنسبة لك نهائياً، أن نقول إن الآخرين أوقعوك في قضية هم يمكن أن يميتوك إذا تحركت في سبيل الله، معناه إذا ما تحركت ستخلََّد، وأنهم سيعذبونك، لكن إذا أنت لم تتحرك في سبيل الله فلن ينالك شيء؟ لا. إذاً فنحن لله ونحن راجعون إليه فما يأتي ونحن في سبيله هو مما يجعل له أثره الكبير في مقام الرجوع إليه ويوم نرجع إليه.