الشهيد القائد لم يكن يخشى أحدأً في هذا العالم إلا الله تعالى
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في تأبين الشهيد القائد 28 رجب 1434هـ.
الشهيد القائد كان على درجة عالية من الخوف من الله سبحانه وتعالى، لدرجة أنه لم يعد يخشى إلا الله، ولم يعد يخف من أحد، ولا يبالي أبداً بسطوة الظالمين والجائرين والمستكبرين ولا بجبروتهم ولا بطغيانهم ولا بهمجيتهم ولا بإجرامهم ولا بكل ما يمتلكون من وسائل الظلم والقهر والجبروت ومن آلة الدمار والتعذيب، لم يعد يكترث بهم ولم يبالِ بهم ولم يخف منهم، وكان خوفه العظيم هو من الله سبحانه وتعالى.
تجلى أثر ذلك حتى في مواقفه في المرحلة التي تحرك فيها، لو نستذكر جميعاً الظرف والواقع الذي بدأ فيه تحركه الواسع بهذا المشروع القرآني العظيم وموقفه المناهض والمعادي للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة، لو نستذكر تلك المرحلة كيف كانت؟ كيف كانت هيبة الطاغوت؟ التحرك العالمي تحت قيادة أمريكا ولمصلحة إسرائيل، وما واكبه من إذعان وخضوع واستسلام مطلق في واقع الأمة إلا القليل القليل، والمخاوف الكبرى التي أثرت في نفوس الكثير من الناس على مستوى الشعوب وحتى على مستوى النخب داخل تلك الشعوب. بل كانت الحالة العامة هي حالة الصمت، وحالة السكوت، وحالة الخضوع، وحالة الخوف، وحالة الرهبة والشعور بالعجز، كانت حالة الاستسلام هي الحالة الغالبة على معظم أبناء الأمة إلا القليل القليل.
أمام كل ذلك الطغيان والهجمة العالمية بكل إمكانياتها، بكل عتادها، بكل قوتها، بكل هيبتها، بآلتها الإعلامية التي ضخمت أيضاً من حجمها وزادت من هيبتها، كان في تلك المرحلة أبياً عزيزاً صامداً ثابتاً لم يخشى أحداً غير الله، ولم تأخذه في الله لومة لائم.
وهذه الحالة هي من الحالات التي تدل دلالة واضحةً على الإيمان الصادق الإيمان الصادق، التحرك في الظروف التي يؤثر الأخرون فيها القعود والتكلم والصدع بالحق في المرحلة التي يؤثر فيها الكثير من الناس الصمت، ويرون فيه سلامةً، ويرون فيه حفاظاً على أنفسهم، أو على حياتهم، أو على مصالحهم، أو على وجودهم.