الدرس السادس من البرنامج الرمضاني (الخسارة أن تموت ثم لا يكون في موتك إيجابية بالنسبة لك)
(الخسارة أن تموت ثم لا يكون في موتك إيجابية بالنسبة لك)
معرفة الله وعده ووعيده الدرس الخامس عشر 15 ـ 18.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} أليست هذه هي الخسارة؟ أم خسارة المؤمن في هذه الدنيا التي يفرح بها الآخرون, وأنهم أوقعوه فيها, بتقاريرهم, بوشايتهم بنفاقهم بكذبهم!.
ما هي الخسارة التي سيوقعونه فيها؟ قد تكون لو هلك هو في نفسه فهي فترة محدودة لا يحس بعدها بشيء من الألم بل سيكون شهيدا يفرح يعيش حيا يرزق، ويستبشر ويفرح بتلك الحالة التي قد وصل إليها فيما بعد، أو يرى نفسه فوقه ظلل من الإسمنت, وتحته أرض مبلطة، يرى نفسه يقاد إلى السجن في سيارة، هل هذه هي الخسارة؟ أم خسارة من يقاد إلى جهنم في السلاسل والأغلال ويسحب على وجهه؟. ومن سيكون في سجن جهنم من فوقه ظلل من النار ومن تحته ظلل؟. أليست هذه هي الخسارة؟.
ولهذا جاء في الآية الأخرى: {قُلْ} قل يا محمد للناس, لأولئك الذين يسخرون من المؤمنين ويعدونهم خاسرين عندما ينالهم شيء وهم ينطلقون في سبيل الله ليست هذه خسارة: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ – الحقيقيين هم – الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يوم القيامة وليس هنا في الدنيا {أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} الخسران الحقيقي والواضح {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}.
هكذا يقول الله لنا سبحانه وتعالى؛ ليعلمنا كيف تكون مشاعرنا, وما هي المشاعر التي نحملها ونحن في أي مرحلة صعبة، وأنت في مواجهة أي خطر ينالك أو يحدق بك، لا تعد شيئا في هذه الدنيا ينالك في سبيل الله خسارة، وهذه هي قاعدة عامة وثابتة، وسنة من سنن الله سبحانه وتعالى: أن من يعمل لدينه وفي سبيله، وينطلق في رضاه، ليس هناك أمامه أي خسارة على الإطلاق، لا خسارة مادية، ولا خسارة معنوية أبدا.
لاحظوا، عندما يدعو الله الناس للإنفاق في سبيله ألم يعدهم بأنه سيخلف عليهم ما أنفقوا؟ ليفهمنا أن العمل في دينه ليس فيه خسارة أبداً، والنظرة المغلوطة لدينا هي هذه: أن كل من يفكر أن ينطلق في الأعمال في سبيل الله بنفسه وماله يخيل إليه أنه سيقع في الكثير من الخسارة، سيحتاج أن يعطي كذا، سيحتاج أن ناله كذا فيرى نفسه يتعرض للخسارة!. إن الله في القرآن الكريم أوضح لنا بأنه ليس في العمل في سبيله أي خسارة أبدا.
فأنت إن أنفقت يخلف عليك أضعاف ما أنفقت، وأنت عندما تكون تعمل في سبيله فينالك شيء من الألم كله سيكتب لك عملا صالحا، ذلك الألم الذي قد ينالك على أيدي أعدائك الذين لم تعمل في سبيل ضربهم قد ينالك الكثير من الألم ثم لا يكتب لك شيء. أما إذا كنت في سبيل الله فإن كل حركة من حركاتك, وأي مصيبة تنالك, وأي مشقة مهما كانت بسيطة كلها تكتب لك عمل صالح، وأن يكتب لك عمل صالح مضاعف الأجر حينها ستجد بأن كل ما ينالك ليس وراءه خسارة.
إن الخسارة هي أن يكسر عظام الإنسان على أيدي اليهود وهو بعد لم يعمل ضدهم شيئا، هذه هي الخسارة. إن الخسارة هي أن يدمر بيتك على أيدي أعداء الله وأنت ممن كنت لا تعمل ضدهم شيئا, هذه هي الخسارة. حينها سيكون كل ما نالك عقوبة، والعقوبة لا أجر عليها, لا أجر معها. أليست هذه هي الخسارة الحقيقية؟ لكن ليحصل مثل هذا، أو أكثر منه، أو أقل منه في سبيل الله لن يكون خسارة؛ لأنه يكتب لك عمل صالح، مضاعف الأجر عند الله ثم وبناء على هذه القاعدة الإلهية أنه لو وصل الأمر إلى أن تضحي بنفسك ألم تنفق نفسك حينئذ في سبيل الله؟ يقول لك: لن تخسر أبدا حتى روحك وستعود حيا, ألم يقض بهذا للشهداء؟ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}(البقرة:154)، {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}(آل عمران:169).
لأنك من بذلت نفسك في سبيله, وعلى أنه لا خسارة في التعامل معه سيعيد لك روحك، وتعيش حيا ترزق بكامل مشاعرك، وتفرح، وتستبشر بما أنت عليه، وبمسيرة الآخرين ممن يسيرون على نهجك، أنهم يسيرون على طريق حق، وعلى صراط مستقيم، وأن من سيلحق بعدك من إخوانك سينال ما نلته أنت من التعظيم، ومن الحياة في ذلك العالم، حياة مليئة بالفرح والسرور، هل هناك خسارة؟.
بل أليس الناس يموتون؟ هذه هي الخسارة أن تموت ثم لا يكون في موتك إيجابية بالنسبة لك, ليس في موتك أي استثمار لك, وهذه هي الخسارة الحقيقية. هكذا يعلمنا الله: بأن كل من ينطلق في سبيله لن يخسر أبدا، وأن الخسارة هي خسارة أولئك الذين قد يكون واقعهم يؤدي بهم إلى أن يخسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. ومن يهربون من الموت في الدنيا، هم من يموتون حقيقة، هم من يضيعون في التربة حقيقة، أما الشهداء فإنهم لا يموتون. أوليس كذلك؟.
فكل من يخاف من الموت هو الخاسر، هو الذي يريد أن يموت، هو من سيكون موته لا قيمة له، إذا كنت تكره الموت فحاول أن تجاهد في سبيل الله، وأن تقتل شهيدا في سبيله.
وكلما يقعد الناس عن العمل في سبيل الله إنما هي مفاهيم مغلوطة, كلها وضعية غلط، وكله فهم غلط حتى من يرى أن هناك ما يبرر له قعوده عن أن يجاهد أعداء الله؛ لأنه عالم اكتشف على أساس قواعد [أصول الفقه] أن بإمكاني أن لا يجب هذا الواجب عليّ، وأن يكون تعاملي مع الله محدودا، أستطيع أن أبحث عن الحيل التي تخلصني من أن يجب هذا الواجب عليّ، أليس هو سيموت؟.
لماذا تهرب عن هذه الكرامة العظيمة، وربما قد تكون أنت من قد عشت في الدنيا عشرات السنين ومتعت بما متعت في الدنيا، حاول أن تستثمر موتك، لا تبحث عن الحيل، لا تبحث عن المبررات، إنك من يجب لمثله أن ينطلق ليحظى بهذه الكرامة؛ لأن – في العادة – الإنسان لا يبحث عن المبررات وعن الحيل ليقعد، أو لينطلق ليصنف أعمال الآخرين بأنها أعمال حمقاء، أو أنها باطلة، كله: الخوف من الموت، هل أنت تخاف من الموت؟ هل أنت تكره الموت؟ حاول أن تعيش حيا، حاول أن تكون ممن قال الله لنا ومنعنا عن أن نسميهم أمواتا، الموت ملغي من قائمتهم {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} ليسوا أمواتا إنهم أحياء {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
إن الحماقة هي هذه، وهذه هي الخسارة: أن يتهرب الإنسان عن الربح العظيم في الدنيا وفي الآخرة، يتهرب عن الحياة، أليس الشهيد حيا؟ أنت تتهرب عن الحياة خوفا من الموت. وهذا من أغرب الأشياء، أنا أخاف من الموت فلا يدري الإنسان وإذا به قد وقع في الموت الحقيقي، الغيبوبة المطلقة إلى يوم الدين، أما الشهيد فهي لحظة, قد تكون لحظة ربما قد لا تكون إلا دقائق معدودة، وقد لا يكون فعلاَ هناك فاصل, فهو حي، وحياة يراها أفضل من الحياة التي كان فيها.
حينئذ إذا تأملنا كل شيء وعلى أساس أن دين الله كله ربح، هو ليس فيه خسارة في أي مجال من المجالات. حتى وأنت عندما تنطلق كطالب علم, يقول طلاب العلم أنهم يريدون أن يعرفوا الحق، وأنه تفرغ لطلب العلم من أجل أن يعرف الحق, ويعرف كيف دين الله؟ إن هناك أعمال هي نفسها وسيلة من وسائل الهداية المهمة لتعرف الحق في كل شيء {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(العنكبوت:69)، {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(القصص:14).
لا تفكر أن العلم هو كل ذلك الذي يعطيك أستاذك، أو كل ذلك الذي تحصل عليه من داخل الكتاب، انطلق في الأعمال التي هي أعمال إحسان كبيرة عند الله لتكون ممن يعطيه هذا الجزاء العظيم {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ} (يوسف: من الآية22) {آتَيْنَاهُ} ولم يقل أوتي من أي طرف آخر {آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ}(يوسف: من الآية22) وهكذا كسنة ثابتة {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(يوسف: من الآية22) المحسنين, وأرقى درجات الإحسان هي الدرجة التي قال الله عن أصحابها: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ألم يعد الجهاد هنا هو الإحسان الحقيقي؟.
فطالب العلم الذي يرى نفسه بأنه في طاعة الله وهو هناك، يرى مجاميع كهذه يضيعون أوقاتهم – من وجهة نظره – وهم يستمعون للمحاضرات, أو ينطلقون في أعمال ويشغلون أنفسهم عن أن يبقوا في زاوية المسجد على شرح [الكافل] أو على أي كتاب آخر يراهم خاسرين, ويرى نفسه هو أنه من عرف الطريق الصحيح، وأنه ها هو يشتغل بطلب العلم.
إن طلاب العلم, ومن يحملوا العلم إذا ما اتجهوا هذا الاتجاه هم من سيحصلون على العلم الحقيقي فعلا {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ – ماذا؟؟ – حُكْماً وَعِلْماً}.
وكم وجدنا, كم وجدنا ممن قطعوا أعمارهم في زاوية من زوايا بيوتهم بين ركام الكتب يظنون أن هناك العلم وحده، وأن ذلك مصدره وحده, كم وجدنا لهم من أقوال، كم وجدنا من الجهالات، وتجد لأولئك المجاهدين كالخميني مثلا وكالإمام زيد، وكالإمام الهادي, وأمثالهم من المجاهدين تجد الحكمة, وتجد العلم, وتجد الهدى لديهم، وهم بعضهم لم يعش كنصف عمر ذلك الشخص الذي عاش ستين سنة أو سبعين سنة في زاوية من زوايا بيته بين ركام الكتب، ترى في أقواله الكثير من الجهالات، ترى في عقائده, في نظراته الكثير من الأخطاء.
لأن النظرة من أساسها خاطئة، أن تظن أن هذا الكتاب أو ذلك الكتاب هو كل شيء.. إن الله سبحانه وتعالى لم يجعل حتى القرآن بدلا عنه، هو من يهدي, وهو من يعلِّم, وهو من يؤتي الحكمة من داخل كتابه، وممن يشدهم كتابه إليه، وليس لمن يرون كتابه حتى كتابه بدلا عنه، فكيف بمن يرى كتبا أخرى هي من كتب البشر بدلا عن أن يجاهدوا في سبيل الله, وأن يكونوا من المحسنين ليحصلوا على العلم والحكمة من قبل الله.
ثم كم وجدنا ممن حملوا علما وليس لديهم حكمة.. ومتى كان للإنسان علم دون حكمة يتحول علمه إلى ماذا؟ إلى صد عن سبيل الله في أغلب الحالات، يتحول علمه إلى إضلال.
الإنسان يحتاج إلى حكمة مع علمه وهو يتجه بعلمه إلى نفسه، ويحتاج إلى حكمة مع علمه وهو يدعو الآخرين إلى ربه، إذا ما فقدت الحكمة وأنت تعلم نفسك ستفقد الحكمة وأنت تعلم الآخرين، من أين تأتي الحكمة؟ لا يستطيع أحد أن يؤتيك الحكمة إلا الله سبحانه وتعالى، وهو هو من قال لشباب كانوا في مراحل التعليم {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} شابا، وقد يكون البعض يرى بأنه قد بلغ السن الذي فاته فيه أن يتعلم. نشأ يوسف في مصر، من الذي علم يوسف؟ ألم يأخذه أخوته وهو صغير, وسجنوه في البئر, ثم مشى وقطع فترة طويلة من عمره داخل قصر يشتغل أشبه شيء بخادم؟!.
ثم موسى من الذي علمه في مجتمع كذلك المجتمع, مجتمع الفراعنة؟ هو الله سبحانه وتعالى الذي قال: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
ثم انظر كيف كانت مواقف موسى, ذلك الذي نشأ في بيئة جاهلة، ألم ينشأ في بيئة جاهلة في مصر، مصر الفرعونية، هل كان هناك مراكز؟ هناك مدارس علم؟ ربما قد يحصل لديه القليل مما يعرفه عن ديانة آبائه من بني إسرائيل, لكنك تجده في القرآن يقدم حكيما قبل النبوة، ويقدم عالما قبل النبوة أيضاً, من أين جاء هذا؟ لأنه انطلق كما قال الله عنه في مجالات الإحسان فآتاه الله حكما وعلماً.
كذلك يوسف ألم يكن تصرفه حكيماً, ومنطقه حكيماً وهو في مصر؟ والنساء يحاولن وراءه، ثم وهو في السجن، ثم وهو كوزير للاقتصاد, أو وزير للمالية، ألم يكن منطقه حكيما وتصرفه حكيماً؟ ألم يكن استقباله لأبويه وإخوته حكيماً ومنطقه معهم؟ من أين جاء هذا؟ من الله سبحانه وتعالى.
أما الذي ينصرف ويقول: هؤلاء الناس يضيعون أوقاتهم بين ندوات وجلسات وأمسيات، لماذا لا يتفرغون لطلب العلم؟. هذه نظرة جاهلة، سيكفيك كتاب واحد وترى نفسك أنه يكفيك أكثر من عشرات الكتب التي قطع ذلك الشخص عمره وهو يتردد بينها، ويقرؤها كتابا بعد كتاب, ويردد الكتاب مرتين أو ثلاث.
ثم وجدنا في الأخير أننا كنا نقطع أيامنا مع كتب وإذا هي ضلال كلها من أولها إلى آخرها ككتب [أصول الفقه] بقواعده، وإذا هي وراء كل ضلال نحن عليه، وراء قعود الزيدية، وراء ضرب الزيدية، وراء هذه الروحية المتدنية لدى الزيدية، التي تختلف اختلافا كليا عما كان عليه السابقون من أهل البيت وشيعتهم.
وهي التي نسهر ونحن نراجع الدروس فيها، وهي هي من نحملها معنا إلى داخل المساجد، وما أبعدها عن واقع المساجد، ثم وإذا بنا نجني على أنفسنا, ونجني على مساجدنا من تلك الكتب التي كنا نرى أنفسنا نتعبد الله بقراءتها، إذا بها هي التي عطلت مساجدنا فلم تصبح لها روحيتها التي لروحية مسجد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وإذا بنا فقدنا روحيتنا التي كانت في أهل البيت وشيعتهم السابقين.
هذا ما سيحصل عليه من سيسخر ممن ينطلقون في الأعمال في سبيل الله، الأعمال التي هي تدافع عن هذا الدين، وهي جهاد في سبيله ومواجهة لأعدائه، أليس هذا هو ما نتكلم عنه، ونحاول أن نسير فيه ونحن نرى أعداء الإسلام يصلون إلى كل منطقة؟ ونحن نرى أمريكا وإسرائيل, ونسمع أن الأمريكيين قد وصلوا إلى بلادنا؟ ماذا سيعمل أولئك الذين في زوايا المساجد ماذا سيعملون؟.
هو من سيبحث عن مبرر لقعوده، ومن أين سيحصل؟ من القرآن؟ لا. لن يحصل عليه من القرآن، سيحصل عليه من بطون الكتب الأخرى.
ويكفينا شرفا أننا أبعدنا أنفسنا عن ما رأينا آثاره السيئة في واقعنا, وماثلا أمام أعيننا في مجتمعنا، ويكفينا شرفا أن ننطلق في عمل نحن نعرف أنه العمل الذي ينسجم مع القرآن كاملا، وأنك حينئذ تجد نفسك منسجما مع القرآن, لا تبحث عن مبرر يبرر لك قعودك أمام ذلك النص القوي في هذه الآية أو تلك.
أما أولئك فهم من إذا رأوا آيات كآيات الجهاد، وآيات كآيات الإنفاق، وآيات كآيات الأمر بالتوحد، وآيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, هو من يحاول أن يرجع إلى ما قرأ في تلك الكتب داخل [أصول الفقه] ليبحث عن المبرر، ليتهرب من هذه الآيات.. هل هذا منسجم مع القرآن، أم أنه بعيد عنه؟ إنه بعيد عنه.
فالعلم هل هو الذي يبعدك عن القرآن, أم الذي يجعلك منسجماً مع القرآن؟ إنه الذي يجعلك منسجما مع القرآن، والعمل الصالح هو الذي يجعلك منسجما مع القرآن، وفي الأخير هو ما يجعلك بعيدا عن جهنم، جهنم هذه التي ملأت آيات القرآن صفاتها الشديدة المرعبة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبعدنا عن جهنم، وأن يرشدنا إلى صراطه المستقيم إنه على كل شيء قدير،
وأن يؤتينا الحكمة والعلم إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]