خيارنا الوحيد ان نتحرك ضد العدوان والمنافقين ونفهم أهمية وخطورة المرحلة
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة بمناسبة يوم الولاية 1437هـ.
من المهم جداً في هذه الأحداث أن نتجه بجدية إلى واقعنا الداخلي لنجعل من هذا التحدي حافزاً لبناء واقع قوي في مستوى مواجهة التحديات، كما فعل الآخرون، كما فعلت شعوب أخرى، شعوب حتى ليست مسلمة، وواجهت تحديات كبيرة وخرجت منها رافعة الرأس شامخة، ثابتة، قوية، نحن يمكن أن نخرج من مواجهة هذا التحدي في العدوان الأمريكي السعودي ومن معهم من لفيف المنافقين أن نخرج كشعب قوي عزيز، وبإمكاننا، بإمكاننا ذلك، ونحن معنيون بذلك، وهذا هو خيارنا الصحيح، هذا هو خيارنا الذي لا بد منه،
على الجميع مسؤولية، على النخب وعلى الجماهير، أن يعوا جميعاً أهمية هذه الأحداث، ألا ينتظروا أنه ربما تقف هذه الحرب، يكف المعتدون عن عدوانهم هذا الشهر أو الشهر الآخر، لا تحسبوا هذه الحسابات، لنتجه جميعاً بتوحد بتعاون بتظافر للجهود إلى المواجهة، إلى بناء واقعنا الداخلي، إلى ترتيب واقعنا الداخلي، لتلدنا هذه الأحداث وهذا المخاض من جديد شعباً عظيماً قوياً عزيزاً متماسكاً، خرج شامخ الرأس وخرج حراً من مخاض هذه الأحداث، نحن لدينا كل المحفزات، نحن شعب مسلم، لدينا قيم، لدينا أخلاق، لدينا مبادئ، لا ينقصنا شيء،
هناك شعوب ليست حتى مسلمة، لكن بفطرتها الإنسانية أبت إلا أن تكون حرة، واستطاعت أن تتحرر، وواجهت إمبراطوريات، تأريخنا كذلك واجهنا فيه امبراطوريات، لدينا قيم لدينا مبادئ، المبادئ والقيم الفطرية الإنسانية والإسلامية، كلها موجودة لدينا، إنما فقط تعزيز هذه المبادئ، ترسيخ هذه القيم، لتحيا في الوجداًن في الإحساس، في المشاعر، وانظروا كيف ستفعل، كيف سيفعل فينا القرآن، نوره، هداه، استنهاضه، تحريضه، تحسيسه بالمسؤولية، كيف ستفعل بنا القيم الفطرية والإنسانية إذا تحرك الناس لإحيائها بمستوى التحدي وبمستوى المسؤولية، ثم قضيتنا لا التباس فيها، مهما كان لدى الآخرين من عناوين ودجل وكذب وبهتان وافتراءات، هؤلاء الذين اعتدوا علينا بدون سابق إنذار، بدون حجة، بدون برهان، بدون حق، بدون مبرر، بدون مسوغ، الأمريكي السعودي، من معهم، الأمريكي وعبيده، الأمريكي هو الأصل، من أمريكا أُعلنت الحرب، أمريكا هي التي وجهت، هي التي أمرت، هي التي خططت، هي التي تشرف بشكل أعلى على العدوان، هي التي توجه في كل خطوة، في كل موقف، معتدون، مجرمون ظالمون، مستكبرون، مفسدون،
قتل الأطفال والنساء، قضية واضحة، أولئك قتلوا الأطفال والنساء، أولئك المجرمون العابثون المدمرون، المهلكون للحرث والنسل، المفسدون في الأرض، الذين يجعلون من كل شيء هدفاً لعدوانهم، المسجد، المدرسة، السوق، المؤسسة المدنية، أي منشأة خدمية، كل شيء هدف، الكبير الصغير، الطفل، المرأة، كل شيء هدف، هؤلاء هم جوهر الطغيان والإجرام والظلم والفساد والمنكر وإلى غير ذلك، هم الشيطان بكل أشكاله وأخلاقه، لكن نحن علينا مسؤولية، قضيتنا واضحة لا لبس فيها على الإطلاق، علينا أن نتحرك، لأننا إن قصرنا إن فرطنا، فهذا هو منبع الخطورة علينا، أكبر ما يمكن أن يشكل خطورة علينا هو تقصيرنا ولا خيار أمامنا، لأن أولئك كانوا فيما مضى وسيكونون فيما بقي وفيما سيأتي لنا أن نكون أذلاء وهينين وعبيداً لهم، ولا يقبل بذلك إلا إنسان قد مسخ من إنسانيته، لم يعد حراً ولا عزيزاً، وقد تفرغ كما قلنا في بادئ الخطاب من مضمونه الأخلاقي والمبدئي والقيمي، أصبح سلعة رخيصة، إنسانا آلياً، فرغ من إنسانيته، ولكن، بمقدور شعبنا اليمني بالتضامن والتكاتف والاعتماد على الله والتوكل على الله أن يواجه كل التحديات، العسكرية منها والاقتصادية،