الإمام زيد (ع) كان يدرك ان إقامة العدل لا تتم بدون الوقوف في وجه الظلم
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في ذكرى استشهاد الإمام زيد لعام 1434هجرية.
الإمام زيد عليه السلام كان يدرك خطورة الخوف وأثره السيئ في تجميد الأمة وفي تكبيلها وفي فرض حالة الإذلال عليها فقال هذه الكلمة : ( ما كره قوم ٌ قط حر السيوف إلا ذلوا ) نتيجة الخوف نتيجة الإذعان لحالة الفزع والجزع من بطش الظالمين وجبروتهم هي الذلة تفرض على الأمة حالة الذل والهوان والاستسلام والعجز وإذا ذلت الأمة كان لديها القابلية أن تذعن لكل ما يعمله الطغاة فلا تقف في وجههم ولا ضد طغيانهم لو عملوا ما عملوا ولو فعلوا ما فعلوا هي الحالة الطبيعة لحالة الذل ثم يقول عليه السلام: (من أحب البقاء استدثر الذل إلى الفناء) من يصبح كل تعلقه بهذه الحياة والبقاء فيها فهو متشبث بالحياة وخوفه من أن يقتل نتيجة بطش الظالمين ويفارق هذه الحياة الفانية والزائلة نتيجة جبروتهم يفرض عليه هذا الواقع هذه الحالة حالة الذل فهو يتلبس بالذل ويتدثر به ويقع رهينته وأسيره لا يقف موقفاً مشرفاً ولا موقع عزة إلى أن يفنى .
ثم ينادي في الأمة (البصيرة البصيرة) هكذا كان ينادي الأمة عباد الله (البصيرة البصيرة) لأن أول ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي, الوعي والبصيرة فلا تضلل ولا تخادع ولا يؤثر فيها كل مساعي المضلين والمجرمين بكل وسائلهم وكل إمكانياتهم للتضليل والخداع.
وحين وقف في ساحة الجهاد وقد خفقت فوق رأسه الرايات قال عليه السلام : (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت استحيي من جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله سلم) أن أرد عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر ) هذه النظرة القرآنية هذه النظرة الصحيحة والسليمة إلى حقيقة الدين أن الدين بدون إقامة العدل بدون الوقوف في وجه الظلم يبقى ناقصًا الإيمان يبقى ناقصًا غير مكتمل لأن إقامة العدل هدفٌ أساسيٌ لرسالات الله بكلها كل رسالات الله كان من أهم أهدافها إنقاذ البشر وتخليصهم من استعباد الطواغيت وإنقاذهم من سطوة الظالمين وطغيان الطغاة وفساد المفسدين.