بيع الدين بالدنيا هو بيع للنفوس والأوطان والشعوب من الشيطان وأولياء الشيطان
برنامج رجال الله.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا صـ 8 ـ 10.
هذا هو القرآن الكريم الذي لا رحمة لنا إلا باتباعه ولا فلاح، ولا فوز، ولا نجاة، ولا عزة، ولا كرامة، ولا قوة، ولا رفعة لنا في الدنيا والآخرة إلا باتباعه, أو أن لدى أي أحد منا فكرة أخرى؟ لا أعتقد. إذاً فلا مناص عن اتباع القرآن الكريم.
لنأتِ إلى القرآن الكريم، ولنأتِ إلى الواقع ما حدث خلال هذا الأسبوع. في خلال هذا الأسبوع مسئول أمريكي يزور اليمن، والموضوع الذي يشغل بال الجميع هو: موضوع الإرهاب، وما إرهاب! وهل نحن – يا سيدتنا أمريكا – ضمن منهم في قائمة الإرهاب لديك أم لا؟! سؤال الجميع لأمريكا.
المسئول الأمريكي هذا حظي بوعد من اليمنيين بأن يعملوا بجدية في مكافحة الإرهاب، وهو من جانبه وعد بأن تعمل أمريكا بما يتعلق برفع مستوى التنمية, أو تقدم مساعدات في مجال التنمية لليمن.
من المفارقات العجيبة في هذه الأيام الفارق الكبير بين الإعلام في اليمن وبين الإعلام في السعودية، الإعلام في السعودية يكاد أن ينصبغ نوعاً ما بصبغة جهادية، منطق من هو معد لنفسه، والإعلام في اليمن والمواقف في اليمن بشكل آخر، صوت من هو مؤيد، صوت من جند نفسه، صوت من يرى أنه يستغفل هذا الشعب، يستغفله، يستخف به، لا يسمع كلمة من هنا أو من هناك تقول له: لا. لسنا مستعدين أن نرى أنفسنا جنودا لأمريكا، لسنا مستعدين أن نرى اليهود يعبثون في البلاد الإسلامية هنا وهنا فنسكت.
وثقوا؛ لأنهم لم يسمعوا أحداً يتكلم – فيما أعلم – لم يسمعوا أن أحداً يتكلم، لكن القرآن هو الذي يتكلم ويقول: أننا في واقعنا أصبحنا مثل اليهود الذين حكى الله عنهم في أكثر من آية أنهم كانوا يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً، يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، تكرر هذا في القرآن الكريم عن النفسية اليهودية التي كانت تبيع الدين، تبيع الدين مقابل ثمن زهيد.
لمَّا أصبحنا نحن نتثقف بثقافة اليهود، وهم من يثقفوننا ويحركون أنظارنا, أو وجهات أنظارنا كما يريدون، أصبحنا هكذا همنا: تنمية، همنا الدولارات. نسمع في الأجواء كثيراً يتردد كلام عن مبالغ موعود بها من هنا وهناك؛ لإعمار أفغانستان، اليهود يدمرون, والعالم عليه أن يبني ما دمروه من أجل مصالحهم، على الآخرين أن يبذلوا أموالهم! حتى البلدان الإسلامية وحتى السعودية نفسها – فيما يقال – أنها مسئولة عن قسط كبير من المبالغ المرصودة لإعمار أفغانستان!.
يقال عن اليهود إنهم يقولون: [أنهم شعب الله المختار, وأن بقية الناس ليسوا بشراً حقيقيين وإنما خلقهم الله بشكل بشر ليكونوا مسخرين في خدمة اليهود, وليكن اللائق بهم أن يخدموهم] هكذا يقولون، وهكذا صدَّق الآخرون هذه المقولة.
شيء عجيب!! اليهود من يفسدون في الأرض، من يدمرون الأنفس، والاقتصاد, والمنازل، والمساجد, والمدارس والمستشفيات, ثم يقولون للآخرين: تحركوا أعمروا أنتم، هم من يبحثون عن من يتهمونه بأنه يعمل ضدهم هنا وهناك، ولكنهم سيظلون في موقف السيد المحترم فيقولون للآخرين من البشر الوهميين – كما يزعمون – نحن: تحركوا أنتم، انظروا هناك إرهابي هاتوه، إرهابي هناك امسكوه، وإرهابي في منطقة أخرى تفضلوا ائتوا به حياً أو ميتاً وهكذا. أليس هذا ما نشاهده؟ على أيدي من؟ من الذي يقدم المسلمين لأمريكا إلا مسلمون، من الذي يحرك أمريكا نفسها إلا اليهود؟.
لقد صدَّق الناس بأفعالهم تلك النظرة اليهودية: أنهم هم الناس الحقيقيون وبقية البشر ليسوا بشراً حقيقيين إنما خلقوا لخدمة اليهود، لكن كان من المناسب أن يكونوا بشكل إنسان ليتمكنوا من خدمتهم على النحو الأفضل! وهذا ما هو حاصل {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً}(آل عمران77) {اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً}(التوبة: من الآية9) هذه الروحية اليهودية هي الآن التي تعمم في أوساط المسلمين دولاً وشعوباً! حتى نحن همنا عندما تأتي انتخابات، تقييمنا لأي شخصية هو بقدر ما يبذل، هل هو مستعد أن يعطينا مشاريع؟ هل هو مستعد أن يعطينا أموالاً وعدنا بها فنحن معه!.
الإشتراء معناه: الاستبدال، أن تقبل ذلك المال بأي شكل كان, وعلى أي صفة وعدت به، تقبله مقابل دينك, هذا هو بيع الدين.
ونحن قلنا في الجلسة السابقة: أن هذه قضية أصبحوا هم واثقين من أنفسهم بأن بإمكانهم أن تكون مقبولة لدى الناس جميعاً أنه ستعطينا أمريكا مبالغ, مئات الملايين, أو ستعطي باكستان ملايين, أو يعفوننا عن قروض أو يعفون باكستان أو أي دولة أخرى تتحرك في خدمتهم عن قروض ثم ينفذون لها ما تريد!. أليس هذا هو من بيع الدين؟ أليس هذا هو من بيع الوطن؟ أليس هذا هو من بيع أبناء الوطن؟ أليس هذا هو من بيع الأنفس وبيع المسلمين؟ ولكن بيع ممن؟ بيع من الشيطان ومن أولياء الشيطان.
من الذي اعترض؟ أو هل سمعنا أحداً اعترض حتى من علماء الدين؟ عندما نسمع أن أمريكا استعدت أن تعمل لباكستان كذا كذا مقابل موقفه منها، أو أن ترفع عنه الحصار الذي كان قد فرض عليه أثناء قيامه بتجارب نووية، أو أنها مستعدة أن تعطي اليمن مبلغاً من الملايين مقابل تعهده بمحاربة الإرهاب، نسمع مثل هذه العبارات ولا نعرف بأنها هي النفس اليهودية.
أولئك الذين يتصورون أو يتساءلون ماذا يعمل اليهود؟ لقد نفذ اليهود إلى داخل نفوسنا نحن فطبعونا بنفسيتهم التي هي بذل الدين في مقابل المال، والتي تحدث عنها القرآن الكريم في أكثر من آية، وهو يحكي عن نفسيتهم, وواقعهم, واستخفافهم بالدين إلى أن يبيعوه من كل يعرض لهم ثمناً.
وبيع الدين – أيها الإخوة – ليس سهلاً هو معناه: أن نبيع أنفسنا، أن تبيع نفسك ممن؟ ممن يوقع هذه النفس في قعر جهنم، تبيع نفسك ممن يذلك في الدنيا, ويعرضك للذل والخزي في الآخرة، تبيع نفسك ممن لا ينفعك في الدنيا وإن نفعك بشيء ما، فلن ينفعك في وقت الحاجة الماسة إلى المنفعة في الآخرة.