عندما تثق بالله فأنت تثق بمن لا يغفل عنك لحظة واحدة بمن بيده ملكوت كل شيء
برنامج رجال الله.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول صـ 6 ـ 10.
آية الكرسي التي نقرؤها وهي من أعظم آيات القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى فيها: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}(البقرة: من الآية255) ثقوا به؛ لأنه الله الذي لا إله غيره, أي هو من يملك شئونكم، من بيده شئونكم وأموركم، هو من يدبر أموركم، هو وحده الذي يمكن أن تألهوا إليه، وتلتجئوا إليه.. هو الحي لا يمكن أن تقول:[ربما قد مات، الله يرحمه، إيش عبَّا يسوي لنا]؟ لا، هو الحي.. هو الشاهد على كل شيء.
قيوم، هو القيوم على كل شيء, فهو قائم على كل نفس بما كسبت. هو القيوم هو الشاهد على هذا العالم من يقوم بتدبير شئونك، هو من يقوم بتحقيق ما وعدك به، بإنجاز ما وعدك به.
هو أيضاً {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ}أول النوم، أو نوع من الغفلة، {وَلا نَوْمٌ} فيمكن أن يهاجموك وهو راقد.. لا، يقول واحد [والله إما إذا هو بيرقد فيمكن يباغتونا وهو راقد ويرجع ينتبه وقد نجحت] لا, لا.. الله سبحانه وتعالى لا يغفل، لا ينام، لا يسهو، لا ينسى عندما تثق به فأنت تثق بمن لا يغفل عنك لحظة واحدة، بمن هو عليم بذات الصدور، صدرك أنت, وصدر عدوك, فثق بمن يستطيع أن يملأ قلبك إيمانا وقوة، ويملأ قلب عدوك رعباً وخوفاً {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}(لأنفال: من الآية12).
من هو الذي يمكن أن تتولاه, وله هيمنة على القلوب؟ من هو الذي يمكن؟ لا زعيم، لا رئيس، لا ملك، لا أي أحد في هذا العالم له هيمنة على القلوب.. ألم يقل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله):((نصرت بالرعب من مسيرة شهر))؟ من أين جاء هذا الرعب؟ من قبل الله، هو الذي هو مطلع على القلوب، وبيده القلوب يستطيع أن يملأها رعباً, ويملأ تلك القلوب قوة وإيماناً وثقة، وعزماً وإرادة صلبة؛ لأنه قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم.
ممكن يكون معك وأنت في الدنيا هذه صديق مسئول أو تاجر، يحصل موقف، تسير إلى عند باب بيته.. قالوا: لحظة عاده راقد.. يا جماعة احنا عجّالين بلغوه.. قالوا ما يمكن.. لأنه عادة كل من هو كبير في هذه الدنيا كلما بيكون أكثر ابتعاداً عن الناس.. راقد! شٌوفُوه لنا.. ذا معنا ورقة نريد يعمل لنا توجيه إلى عند فلان، معنا مشكلة كذا وكذا، ونريد.. قالوا: لحظة.. راقد، ويمكن أن تخلي الورقة عند الحارس وتجي لها إنشاء الله بكره؛ لأن وليك هذا هو يسهر على الفيديو إلى ما قبل الفجر، ويتابع الفضائيات إلى ما قبل الفجر، ثم ينام ويواصل نومه إلى الظهر، وهناك من يذهب يشتري له قات، ويذهب يشتري مصاريف البيت، وهو يصحو فقط في الظهر، وأنت منتظر له عند الباب، لأن وليك هذا راقد، تأخذه ساعات من النوم، والورقة حقك عندما توصلها عنده يقلبها قليلاً، وهو متأثر بعد النوم، عاده مِبَخِر بعد الغداء، وإن شاء الله عندما يصحو بالقات قبل المغرب يرجع يشوف ورقتك، ثم يحولها: [الأخ الفلاني اطلعوا على قضية الأخ فلان وانظروا فيها على حسب ما بدا لكم]. مثل هذا ليس جديراً بأن تتولاه, وأن تثق به بعيداً عن الله سبحانه وتعالى.
أما الله عندما تتولاه هو الشاهد على كل شيء, هو الحاضر على كل شيء {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}(المجادلة: من الآية7)، {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(الحديد: من الآية6)، {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}(البقرة: من الآية255). هو إلهك، هو ليس إلهاً من تلك الآلهة التي شراها جدك من الهند ووضعها في الساحة قرب بيتك، يحتاج تنظفه وتبخر له – مثلما كان يفعل العرب سابقاً – وهو لا يملك حتى المكان الذي هو منصوب عليه.
أما هذا الإله العظيم، هو من له ملك السماوات والأرض, وكونه مالك من في السماوات والأرض ملك نافذ لا أحد يستطيع أن يتمرد على إرادته، لا أحد يستطيع أن يغالبه, فإذا ما كان معك فسيجعل الكون بكله معك، وهو من يستطيع أن يهيئ ويدبر, يستطيع أن يسخر.
{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}(البقرة: من الآية255)، حتى لو ظننت من منطلق آخر بأن ذلك الشخص الكبير في الدنيا يمكن أن يكون كبيراً في الآخرة، فيشفع لك؛ لأنه كان وجيهاً في هذه الدنيا، ولديه ممتلكات كثيرة، وكان له سلطة عظيمة يمكن أن ينفع يوم القيامة.. كانت هذه نظرة عند العرب السابقين، عند الجاهليين السابقين، كانوا يعتقدون أن الشخص الوجيه في الدنيا يمكن أن يكون أيضاً وجيها في الآخرة، كان يقولون: لو فرضنا أن هناك آخرة سنكون نحن من المقربين, ونكون نحن؛ لأننا هنا في الدنيا عظماء {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً}(الكهف: من الآية36).
في يوم القيامة لا تكون شفاعة إلا لمن ارتضى، ولا شفاعة إلا لمن يأذن، فمن يشفعون هم أولياؤه، هم أنبياؤه، هم من هم في طريقه الذي رسمه، وليسوا ممن يفرضون أنفسهم عليه، {وَلا يَشْفَعُونَ}أيضاً {إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}(الأنبياء: من الآية28).
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}أي: عندما يقول لك: ليس هناك من يشفع إلا بإذنه أنه يعلم فعلاً أنه لا أحد يشفع إلا بإذنه هو {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} هو يعلم حاضرهم وماضيهم ومستقبلهم، {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}(البقرة: من الآية255)، هو الذي أحاط علمه بكل شيء، فهو يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.
أي لا تقل: ربما الله قال أنه لن يشفِّع أحد إلا بإذنه، لكن هذا ربما يكون الباري هو قد بدا له شيء لأنه عاد باقي مسافة إلى القيامة، وعاد باقي زمان طويل, وباقي كذا.. احتمال.., هو يقول حتى لو كررت هذه الآية حتى مع الملائكة في مجال الشفاعة، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} في أكثر من آية في القرآن يقول أنه يعلم ما سيقع، ويعلم الحدود التي لا يمكن أن يتجاوزوها، والصلاحية في مجال الشفاعة التي تعطى لهم فقط، ولمن تعطى فقط، فلا يتخلف الواقع عما علمه يوم القيامة.
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}(البقرة: من الآية255) يقال: علمه، ويقال: ملكه، معنى كلمة: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، وأظهر ما تكون أنها بمعنى علمه بعد أن قال: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}(البقرة: من الآية255) لأنه هو من أحاط علمه بالسماوات والأرض {وَلا يَؤُودُهُ} (البقرة: من الآية255): لا يثقله، لا يتعبه، لا يشق عليه {حِفْظُهُمَا} حفظ السماوات والأرض {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا}(فاطر: من الآية41).
{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}(البقرة: من الآية255) أنت إذا ما كنت متولياً له فهو العلي، هو القاهر فوق عباده، هو العزيز, وهو العظيم، العظيم في شئونه، العظيم في أفعاله، العظيم في كماله، فهو من هو جدير بأن يتولى، من هو جدير بأن يعبد.
وأنت ترى هذه الآية كثير في القرآن الكريم التي تتحدث من مثل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ}(آل عمران: من الآية6) يتحدث عن: هو الذي يصورنا، هو الذي ينزل المطر لنا، هو الذي ينبت الزرع لنا، هو الذي.. كثيرة في القرآن هذه، لاحظ كم تتكرر {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}أليس يكرر هذه في القرآن الكريم؟ {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(آل عمران:6) تعبير عن ملكه لنا، ونفاذ أمره فينا؛ لأنه هو الذي يصورنا ونحن ما نزال في أرحام أمهاتنا، كيف يشاء؛ لأنه إلهنا هو إلهنا, من يملك التصرف فينا، بتدبيره وتشريعه وهدايته.
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:18). لاحظ كم تتكرر عبارة:[لا إله إلا هو] ليتقرر في نفوسنا في أعماق قلوبنا ألوهيته، تتقرر ألوهيته في أعماق قلوبنا، في نفوسنا، وتترسخ بشكل صحيح أنه وحده إلهنا، فنرفض ما سواه، نرفض كل من يقدم نفسه كإله لنا، نرفضه.. الله هو وحده إلهنا، فهو الشاهد على وحدانيته, والملائكة تشهد, وأولوا العلم بأنه القائم بالقسط في عباده, في خلقه، والقسط: هو العدل.
{لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} هو العزيز الذي لا يمكن لأحد أن يغالبه فيرد ما شاء نفاذه من أموره، وهو حكيم في أفعاله, في تدبيره، في تشريعه.
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(آل عمران:62) ألم تتكرر هذه المفردات التي تدل على كمال الله سبحانه وتعالى؟ من مثل قوله: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}(البقرة: من الآية255). {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}فأنت عندما تتولاه هو العزيز، أنت توليت من لا يقهر، وهو الحكيم أنت توليت من يكون تدبيره فيك، من يكون عملك له كله قائماً على الحكمة، كله لا حماقة فيه, لا عبث فيه، لا جهالة فيه، لا خطأ فيه, فهو حكيم، فإذا ما دبرك إنما يدبرك إلى ما هو حكمة، إذا ما أرشدك إنما يرشدك إلى ما هو حكمة، فهو عزيز حكيم.
وعادة ما يحصل بالنسبة للإنسان عندما يلمس لنفسه في هذه الدنيا عزة وهيمنة أن تنطلق منه الأعمال العشوائية, والتوجيهات العشوائية التي تعكس جبروته، أما الله سبحانه وتعالى فهو حكيم ليس هناك حماقة، ليس هناك توجيهات هكذا، أوامر بحماقة وعبث لا يهمه إلا أن تنفذها قُبَلْ، نَفِذْ! هو حكيم, كلما دبرك إليه، كلما وجهك إليه كلما أمرك به هي أوامر حكمة، توجيهات حكمة، إرشادات حكمة.. أي لنثق به.
لاحظ.. نحن تقريباً لا نثق عندما قال الله للمسلمين وهو يتحدث معهم عن الجهاد, ويرشدهم إلى الجهاد, وأنه تجارة تنجيهم من عذاب أليم, وأنه كذا وكذا، عندما قال: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(التوبة: من الآية41) ما هو هذا الخير الذي تذهب ليرموك بالرصاص!! كيف عبارات الناس هنا يقولوا كيف ان هذه حكمة!!؟ لا, هذه حكمة، حكمة, أوامر حكيمة, فيها رحمة لك، وفيها خير لك، وفيها شرف لك.
حتى وإن كانت الجنة بيده، هو لم يأت ليرسم توجيهات معينة يقول: امشوا عليها, من مشى عليها… مثل المسابقات التي يعملونها في التلفزيون، أو المسابقات في المدارس.. من يمشي على هذه نحن سنعطيه الجنة، والذي لا يمشي عليها سندخله النار.. هكذا أوامر معينة, وتوجيهات معينة وبس.. بدها سبرت والا ما سبرت, يعني فيها خطأ والا ما فيها خطأ.. لا. الله هو الحكيم, هو الحكيم في كل شيء، فكل توجيه من توجيهاته، كل إرشاد من إرشاداته، كل أمر من أوامره، كل نهي من نواهيه هو ينطلق بحكمة، ينطلق من الحكيم سبحانه وتعالى. والحكمة ما هي؟ وضع الشيء في موضعه، أن هذا هو وحده الذي فيه الصلاح لك، لا غيره, هو وحده الذي فيه الفلاح لك، لا غيره، هو وحده الذي فيه نجاح وفوز لك لا غيره.. وضع الشيء في موضعه, لا يصلح إلا هو.
لم نثق بكثير من أوامره لأنها تبدو وكأنها شاقة، فنقول: ما لها يبدو وكأنها ما بلى أمرنا كذا قُبَلْ؟! لكن حتى عندما يأمرنا لاحظوا؛ لأنه يأمرنا وهو في نفس الوقت الحكيم الرحيم أيضاً، متى ما أمر بشيء وبدا لنا شاقاً فهو يضع في تشريعاته, وفي المنهج التربوي لكتابه الكريم يضع الأشياء الكثيرة التي هي سهلة في متناولنا فتجعلنا بالشكل الذي يمكن أن نصل إلى هذا الشيء الذي يعتبر مستبعداً أمامنا، يجعل تشريعه بالشكل الذي يهيئ بعضه لبعض ويخدم بعضه بعضاً، ويسهل بعضه تطبيق بعض.
ومع أن تشريعه حتى لو لم يكن وراءه جنة، كل ما هدانا إليه في كتابه الكريم حتى لو لم يكن وراءه جنة لكان هو وحده المنهج الصحيح الذي لا تستقيم حياة البشر إلا به، ولا تستقيم الدنيا إلا بالسير عليه، حتى ولو فرضنا بأنه ليس هناك جنة. أما عندما تكون المسألة بأن ما هدانا إليه هو وحده الذي لا منهج أقوم منه, ولا شيء أفضل للحياة، وفي الحياة منه ثم يثيبنا عليه، ثم يعطينا الجزاء العظيم عليه، هذا هو من أبلغ مظاهر رحمته، من أبلغ دلائل سعة رحمته لعباده.. أنك لا تكاد تجد شيئاً مما أرشد إليه في كتابه الكريم إلا وهو يؤكد أن فيه صلاح الحياة، هنا في الدنيا؛ لأنه هو الذي خلق الدنيا, وخلق الإنسان, وهو الذي يعلم السر في السموات والأرض.. إذاً فلماذا – أيضاً – يضيف إلى هذا أجراً كبيراً وفوزاً كبيراً، ويمنحك الجنة في الآخرة، النعيم الأبدي، النعيم العظيم، والدرجات العالية في الجنة.. أليس هذا من سعة رحمته؟.
ولهذا قال الله: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران:107)، أنهم في مواقفهم هذه في الدنيا التي تبيض وجوههم هي مواقف لا بد منها في أن لا يظلموا, ولا يقهروا، ولا يذلوا، وأن يعيشوا أحراراً في الدنيا، وأن يعيشوا كرماء وأعزاء وأقوياء، وتسعد حياتهم, فتصبح الجنة زيادة خير بالنسبة لهم، فسماها رحمة {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.