تحقيق السلام في اليمن مرهون بتوقف العدوان وفك الحصار ونهاء مظاهر الإحتلال
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية 1443هـ 2021م.
من يأتي لينادي بالسلام، وهو يرعى استمرار العدوان، فهو يقدم لنا سلاماً على الطريقة الإسرائيلية، كما يقال دائماً وعلى مدى كل السنوات الماضية في فلسطين، أليست أمريكا تتحدث دائماً عن السلام؟ تتحدث دائماً عن السلام في فلسطين، في مقابل أنها تقدم كل الدعم بشكلٍ مفتوح للعدو الإسرائيلي؛ ليستمر في الاحتلال، ليستمر في الاستهداف للشعب الفلسطيني، لتستمر الاستباحة للشعب الفلسطيني، فمفهوم السلام على الطريقة الأمريكية، والطريقة الإسرائيلية: هو الاستسلام، مضمونه، محتواه الحقيقي في اللغة العربية، ونحن عرب، لدينا الخطاب العربي، اللغة العربية، مفهومه الاستسلام، إذا كان المقصود، إذا كان الذي يطلب منك: أن تقبل بالاستباحة الدائمة، أن تقبل باحتلال أرضك، أن تقبل بأن تبقى محاصراً، وأن يبقى للآخر الحق في قتلك في أي وقت، هذا معناه استسلام، القبول بالاستباحة، واستمرارية العدوان، واستمرارية الاحتلال، واستمرارية الحصار، معناه: استسلام، هذا غير مقبول بالنسبة لنا، لا يمكن أن نستسلم.
نحن قلنا للمبعوث الأممي السابق، وقلنا للإخوة في عمان، عندما أتوا إلينا إلى صنعاء في الوساطة العمانية: نحن جاهزون، إذا كان النظام السعودي سيعلن اليوم، أو في هذه اللحظة، أو في هذه الساعة، وقف العدوان ورفع الحصار، نحن سنصدر على الفور بياناً بالترحيب، ونرحب، نحن جاهزون في أي لحظة، في أي ساعة، في أي يوم، يوقف عدوانه، يرفع حصاره، ينهي احتلاله، يقدم ما يعالج ملفات الحرب، المتمثلة بـ:
– ملف الأسرى.
– وتعويض الأضرار.
– واحترام استقلال هذا البلد.
– والكف عن التدخل في شؤون هذا البلد.
أن يكون بيننا وبينه السلام الكامل، هذا يحقق السلام، سواءً مع السعودي، أو كذلك مع الإماراتي، وغيره من المباشرين المنفذين في عملية العدوان.
على كُلٍّ المشكلة ليست عندنا، المشكلة ليست فينا، ليست المسألة أننا لا نقبل بالسلام، نحن نريد السلام لشعبنا، نحن الذين نعاني كشعب يمني، وفي مقدمة هذا الشعب الذين يتحركون في التصدي للعدوان، هم من يقدمون التضحيات، هم من يتحملون الأعباء، هم من يتحملون المعاناة، ليست المسألة أننا هواة حرب، أو هواة مشاكل، لا، المسألة هي مسألة مبدئية، لا يمكن أن نقبل بعنوان السلام فقط، وتستمر الغارات، تستمر الاعتداءات، تستمر التجاوزات، تستمر الهجمات، يستمر الحصار الخانق.
نحن قلنا لهم: إذا كانت لديكم نوايا جادة، وكان لديكم توجه جاد للسلام، فأول خطوة هي الملف الإنساني، الذي يمثل حقاً مستحقاً للشعب اليمني، وليس لكم أي مستند قانوني فيما تقومون به من إجراءات ظالمة، فيما يتعلق بالملف الإنساني والاقتصادي، أثبتوا نواياكم الجادة في ذلك، أثبتوا أيضاً فيما بعد ذلك بوقف الغارات، وقف الاعتداءات، وقف الهجمات، إنهاء الاحتلال، هذه الخطوات نحن في مقابلها جاهزون لأن نتوقف من جانبنا.
ليست المسألة أننا نصر على الاستمرار في الحرب، لكننا نصر على الاستمرار في الدفاع، نصر على الاستمرار في التصدي؛ لأن هناك عدوان مستمر، لأن هناك حصار مستمر، لأن هناك احتلال مستمر، والذي يقدم هو الكلام الزائف، لـ-كما يقال- ذر الرماد في العيون، وتضليل الرأي العام.