التلازم التام بين الرسول والقرآن وخطورة الفصل بينها
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الثالثة ضمن سلسلة محاضرات في المولد النبوي عام 1440هـ.
عندما نتأمل النص القرآني: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، نجد في هذا النص ربطًا بشكل قوي جدًّا ما بين الرسول والقرآن، فالرسول تحرك بهذا القرآن، ومهمته اقترنت بهذا الكتاب بشكل رئيسي لا فكاك ما بين الرسول والقرآن.
ولذلك كانت عملية الفصل بين الرسول والقرآن منفذًا لبعض المضلين والمبطلين في تحريفهم للإسلام ومفاهيمه، تحريفهم لمفاهيم الإسلام وافتراءاتهم على الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- فاختلقوا بعضًا من الروايات المكذوبة وغير الصحيحة، افتروها واختلقوها كذبًا وزورًا ونسبوها إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وقدَّموا من خلالها ما يخالف القرآن: مفاهيم مخالفة للقرآن، أحكامًا وتشريعات مخالفة للقرآن، عقائد مخالفة للقرآن، ثقافات مخالفة للقرآن، أعمالًا وممارسات يدفعون الناس إليها تخالف القرآن الكريم؛ لأنه افترضوا أنَّ الرسول هناك لوحده مشتغل، ويتحرك في اتجاه والقرآن في اتجاهٍ آخر، لم تكن المسألة على هذا النحو: أن الرسول كان يتحرك في مسارٍ لحاله، في اتجاهٍ هناك والقرآن في اتجاهٍ آخر. |لا|، كان هناك تلازمٌ تام ما بين الرسول والقرآن، وحركة الرسول في إطار هذا القرآن، وعندما يتجه في الواقع التفصيلي والعملي فهو يتجه بوحيٍ من الله، وبأسس ثابتة وموجودة في هذا القرآن، يعني: ليس هناك في حركة الرسول، ولا في إرشاداته، ولا في توجيهاته، ولا في سيرته العملية، ولا في أقواله ما يمكن أن يصح عنه ويخالف القرآن الكريم؛ لأن الرسول كان ملازمًا للقرآن، التفاصيل العملية التي تحرك فيها أساسها في القرآن، أصلها في القرآن الكريم، ولم يكن يتجه بعيدًا عن هذا القرآن، وتجد في القرآن الكريم هذا الربط بشكلٍ كبير جدًّا، يقول: {لِتُنذِرَ بِهِ} [الأعراف: من الآية2]، {وَأَنذِرْ بِهِ} [الأنعام: من الآية51]، يعني: القرآن، وهكذا في التذكير، وهكذا نصوص كثيرة جدًّا تؤكِّد على هذا التلازم، وهذا الارتباط الوثيق ما بين الرسول – صلوات الله عليه وعلى آله- وما بين القرآن، فالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- من موقعه في الرسالة والنبوة، من موقعه في القيادة والقدوة تحرك -صلوات الله عليه وعلى آله- يهدي بهذا القرآن، يتحرك على أساس توجيهات الله -سبحانه وتعالى- وأوامره في هذا القرآن، يعطي لهذا القرآن حيوية وفاعلية في الواقع