شعب الأنصار على مر التاريخ. بقلم/ زيد الشُريف
| مقالات وكتابات | 14 ربيع الأول 1443هـ الثقافة القرآنية :
شعب الأنصار على مر التاريخ
زيد الشُريف
احتشدت أمة محمدية مليونية في العاصمة اليمنية صنعاء وفي مختلف المحافظات اليمنية احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف في احتفال هو الاحتفال الأكبر والأعظم على مستوى العالم بلا منافس، بل هو الاحتفال الذي يعبر عن شمولية وعظمة ورسالة صاحب المناسبة الذي أرسله الله رحمة للعالمين بشكل عام وليس فقط للعرب والمسلمين، لأنه احتفال بذكرى ميلاد رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم الذي أرسله الله كافة للناس بشيراً ونذيرا، وهذه الاحتفالات المليونية التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المحافظات اليمنية يوم الاثنين المنصرم في ذكرى المولد النبوي الشريف هي احتفالات استثنائية غير مسبوقة على مستوى اليمن والأمة الإسلامية رغم الظروف القاسية والصعبة التي يمر بها الشعب اليمني الصامد بسبب العدوان والحصار الأمريكي السعودي ومع ذلك وفي نهاية العام السابع من العدوان احتشدت جماهير الشعب اليمني المسلم إلى الساحات بشكل مذهل لتحتفل وتفرح بنعمة الله عليها مؤكدة تمسكها بنبيها وقائدها وقوة علاقتها به وثباتها على إيمانها بالرسالة التي جاء بها من عند الله فكان احتفال الشعب اليمني المسلم بذكرى المولد النبوي هذا العام بهذا الزخم وبهذا الشكل الفريد بمثابة رسالة إسلامية محمدية نبوية إيمانية لكل الطواغيت في هذا العالم مفادها أن من يتمسك برسول الله في السراء والضراء والشدة والرخاء هو الأقوى والمنتصر مهما كانت التحديات ولن يتمكن الطواغيت من هزيمته والتغلب عليه مهما كانت قوتهم.
شعب أحفاد الأنصار الأوس والخزرج الذين نصروا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم شعب يمن الإيمان والحكمة شعب العشق المحمدي الأبدي المتصاعد شعب التمسك بالإسلام ورسول الإسلام والرسالة الإلهية المحمدية شعب المواقف الإيمانية العظيمة والمشرفة شعب الجهاد والتضحيات والصمود والانتصارات الشعب اليمني المسلم الذي يحق له ان يفتخر بوعيه وبصيرته وعلاقته الكبيرة برسول الله محمد صلى الله عليه وآله، العلاقة التي تشهد لها الأعمال القوية والمشرفة وأبرزها مواجهة الطواغيت والمستكبرين وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعيال زايد ومرتزقتهم إضافة إلى احتفاله المنقطع النظير بذكرى المولد النبوي الشريف بحشود مليونية هي الأولى من نوعها في العالم والذي يؤكد مدى صدق وقوة الإيمان الذي يتمتع به هذا الشعب وهو يتمسك برسول الله وما هدى إليه ويعبر عن شكره لله تعالى على نعمة الهداية والرسالة ويفرح بفضل الله ورحمته بمواقف إيمانية عملية استثنائية.
ليس الأمر غريباً بالنسبة لشعب الإيمان والحكمة أن يحيي ذكرى المولد النبوي الشريف بحشود مليونية في مختلف المحافظات اليمنية كان الأمر سيكون غريباً في حالة واحدة فقط هي عندما لا يحتشد الشعب اليمني لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بهذا الزخم الجماهيري الكبير، على الرغم من الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها نتيجة العدوان والحصار الاقتصادي، إلا أن ذلك لم يؤثر على إيمانه وحبه لرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله ولم يضعف علاقته به بل جعلها تزداد وتكبر ومثلما هو يحيي هذه المناسبة في كل عام بشكل ليس له نظير في العالم يحيها هذا العام أيضاً بشكل أعظم وأكبر مما سبق وهذا يعني أنه يصعد إلى الأعلى في حبه وعلاقته برسول الله ويزداد قوة في تمسكه بهويته الإيمانية وبها يتصدى للطواغيت المعتدين وعلى أساسها سينتصر عليهم، لأن من يؤمن بالله ورسوله ويتحرك لمواجهة المجرمين بمواقف عملية موعود بالنصر والتمكين كسنة إلهية ثابتة لا تتغير على مر التاريخ.
وزاد من عنفوان الاحتفال اليمني الكبير الخطاب المحمدي الذي ألقاه قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وأكد فيه على مواقف قوية كان أبرزها التأكيد على الثبات على موقفنا المبدئي الديني تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني إضافة إلى التأكيد على أننا كشعب يمني صامد جزءٌ من المعادلة التاريخية، التي أعلنها سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله “حفظه الله”، في أن التهديد والخطر على القدس يعني حرباً إقليمية وكذلك التأكيد على أن هدفنا كشعب يمني في تحقيق الحرية والاستقلال، على أساسٍ من هويتنا الإيمانية، وانتمائنا للإسلام، هو هدفٌ مقدس، يرتكز على مبدئنا في التوحيد لله تعالى، والكفر بالطاغوت، وأن العمل لتحقيق هذا الهدف، والتضحية من أجله، هو جهادٌ مقدسٌ في سبيل الله تعالى، ولن يخضع هذا الهدف للمساومة أبدا ، فكان خطاب السيد القائد بمثابة ترجمة عملية لمعاني وأهداف الاحتفال بهذه المناسبة من منطلق إيماني محمدي جهادي يتناسب مع الظروف والمرحلة.
ولهذا يعد احتفال الشعب اليمني المسلم بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام بهذا الزخم وبهذا العنفوان على أرقى مستوى بشكل أكبر من الأعوام والسنين الماضية، مؤكداً بذلك أن علاقته برسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى واله علاقة كبيرة وعظيمة جداً وثابتة ومتجذرة لا تؤثر عليها الظروف والمتغيرات، بل تزداد صعوداً إلى الأعلى ويبرهن صدق وحقيقة ذلك إحيائه لهذه المناسبة العظيمة بهذا الحضور الجماهيري المذهل الذي ليس له نظير على مستوى العالم رغم الظروف الصعبة التي صنعها العدوان والحصار ، ولو لم يكن الشعب اليمني الصامد بهذا المستوى من العلاقة والإيمان برسول الله لما استطاع أن يصمد في مواجهة دول تحالف العدوان طوال هذه السنوات، وهذا يعني أن هذ الحب وهذه العلاقة برسول الله هو سر من أسرار الصمود والانتصارات ، هنيئاً لشعب الإيمان والحكمة ثمار هذا الحب المحمدي وهنيئاً له هذا الشرف العظيم عند الله تعالى وعند رسوله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وعند المسلمين المؤمنين برسالة محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وهذا الولاء وهذا الحب المحمدي يؤكد أن شعب الإيمان والحكمة هو شعب الأنصار على مر التاريخ.