تغيير الواقع الى الأفضل يبدأ بتغيير النفوس وتغيير الوضع الداخلي وفق هدى الله
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضرة في ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ – العدل ومكارم الأخلاق.
المسلمين وصلوا إلى حالة واقعهم فيها هو أسوأ واقع في العالم، الظلم في ساحتهم أكثر من أي ساحة عالمية أخرى، بيئة مفتوحة أمام الفساد بيئة مفتوحة أمام الضلال، بيئة يتلعب فيها أعداء الأمة بكل بساطة بيئة يتحرك فيها الكثير من أبناء الأمة من المنتسبين للأمة وإلى دينها في خدمة أعدائها بكل وضوح علانية ويفاخرون بذلك، وبيئة فيها كل أشكال وأنواع المفاسد، وفيها سهولة في عملية الاستقطاب من كل فئات الضلال كل فترة وأنت تسمع بفئة ضالة جديدة تستقطب من داخل الساحة العربية، وكل فترة وأتى عنوان وأخذ له ما أخذ.
هذه الحالة غير صحية غير سليمة غير طبيعية، حالة خطيرة جداً في واقع الأمة، هي تستدعي أن يلتفت الناس بجديّة إلى معرفة مستوى الخلل وما ينبغي على الأمة وما عليها من مسؤولية في معالجة هذا الخلل وفي أن تتجه الاتجاه الصحيح الذي يُصلح واقعها، لأنه لا إمكانية أبداً للتغيير نحو الأفضل إلا بذلك، بالاتجاه الجاد بدءاً من تغيير ما بالأنفس (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) حينما نأتي إلى هذه العناوين الرئيسية التحرر من الطاغوت، والطاغوت هو المسيطر على معظم أبناء الأمة، أنه يجب أن نكون مستقلين، وسليمين عن أي تبعية لأي قوى أخرى من خارج ساحتنا الإسلامية، ونجد أكثر أبناء الأمة في حالة من التبعية لأمريكا وإسرائيل والغرب، ونأتي إلى عنوان النور والوعي والبصيرة ومعظم أبناء الأمة يعانون بشكل كبير جداً من أزمة بكل ماتعنيه الكلمة ونقص حاد جداً يصل عند البعض إلى انعدام الوعي نهائياً، البعض ماعنده حالة ولا مستوى 1% من الوعي، إفلاس رهيب جداً، وقابلية للتضليل والخداع والتأثر بأي شيء يصل، البعض عنده حواسه هذه سمعه وبصره كالصحن اللاقط يستقبل كل بث، ويتأثر بكل ما يصل إليه.