اهم عوامل صمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة اليوم الوطني للصمود مرور عامين من العدوان.
مجموعة من العوامل المهمة التي ساعدت وساهمت في هذا الصمود على هذا المستوى لهذه الفترة الطويلة ولمدى أبعد وأبعد إن شاء الله تعالى، أول الفضل في هذا الصمود وأهم عامل فيه هو العون الإلهي هذا الشعب شعب مسلم تتأصل هويته الإسلامية وتتأصل فيه الروحية الإيمانية فهو شعب عندما بدأ هذا العدوان بكل وحشيته بكل جبروته بكل ما فيه من تدمير وقتل ووحشية وإجرام هذا الشعب التجأ إلى الله سبحانه وتعالى وراهن على الله وتوكل على الله واعتمد على الله ووثق بالله سبحانه وتعالى، وقرر الصمود انطلاقا من هذه الثقة انطلاقا من هذه القيم وهو يحمل هذه الروحية روحية الواثق بالله المتوكل على الله الذي يرى في اعتماده على الله وفي توكله على الله وفي التجائه إلى الله وفي رهانه على الله مصدر قوة ومصدر نصر ومصدر عزة ويرى في ذلك يرى في ذلك منطلقًا عظيما يعطيه دائما الأمل في النصر مهما كان حجم التحدي ومهما كان حجم التضحيات ومهما كان مستوى المخاطر وهذا الرهان على الله وهذا التوكل على الله
وهذه الثقة بالله وهذا الاعتماد على الله لم يضع أبدًا ولم يضع شعبنا ولم يذهب سدى أبدًا كان له نتيجته كان له ثمرته، كانت له نتائجه العظيمة والايجابية والكبيرة، أولها هذا الصمود هذه القوة في الموقف هذه الفاعلية في الموقف.
فلذلك يمكننا اليوم أن نقول إن أول عوامل صمود شعبنا هو إيمانه بالله وتوكله على الله ورهانه على الله العظيم الكريم، والله هو القائل ومن يتوكل على الله فهو حسبه، فهو حسبه، هو جل شأنه نعم المولى ونعم النصير، العامل الآخر والثاني من عوامل الصمود هو إنما يكون مع بقية العوامل امتدادًا للعامل الرئيسي ونتاجًا للعامل الرئيسي في التوكل على الله والإيمان بالله والرهان على الله سبحانه وتعالى.
العامل الثاني الفرعي إن صح التعبير، هم الشهداء، شهداء الميدان، رجال هذا الشعب وأبطال هذا الشعب الذين استبسلوا في كل جبهات القتال، وقدموا أرواحهم وحياتهم في سبيل الله سبحانه وتعالى، نصرة لعباد الله المستضعفين، دفاعًا عن شعبهم، دفاعًا عن بلدهم، دفاعًا عن حرية شعبهم وعن كرامة بلدهم، الشهداء العظماء، شهداء الميدان شهداء الجبهات الذين وقفوا وقفة الإيمان، وقفة العزة، ووقفة الكرامة، وقفة الثبات، وقفة البطولة، واستبسلوا بكل جد في مواجهة هذا العدوان، فكان اسبتسالهم وكان ثباتهم وكانت تضحيتهم تمثل عاملًا مهمًا وقويًا وكبيرًا في التصدي لهذا العدوان، وفي إفشال مساعي هذا العدوان، في السيطرة السريعة والعاجلة التي كانت أمنية له على هذا البلد، هؤلاء العظام، هؤلاء الشهداء الكرام، بتضحياتهم واستبسالهم وعطائهم العظيم، أسهموا في إخفاق العدوان، كبدوه الخسائر، وقدموا له الدروس المهمة من واقع الميدان، عن أن هذا شعب عزيز وعظيم وحر ومؤمن لدرجة أنه مستعد وحاضر أن يقدم الأرواح وأن يضحي بالحياة في سبيل الله تعالى، في سبيل أن يحافظ على حريته، وعلى كرامته وعلى استقلاله، أنه شعب حاضر للتضحية، في سبيل أن يحمي نفسه من استعباد قوى الطاغوت، ومن الذل ومن الهوان.
العامل الآخر من عوامل الثبات والصمود هو صمود الجرحى، الكثير من الإخوة الجرحى صمدوا وكانت مسألة احتمال أن يصاب الإنسان، أن يجرح في ميدان القتال وهو يتصدى لهذا العدوان لا تؤثر في معنويات المقاتلين بقدر ما يزيدهم إحساسهم بالمسؤولية استعدادًا عاليًا للتضحية بالنفس، فكيف بمستوى أن يجرح الإنسان، صمود الجرحى بالرغم مما نعانيه في بلدنا من صعوبة الحصول على العلاج والدواء الذي يحتاج إليه الجريح، ومن الحصار الخانق على تسفيرهم إلى الخارج مع وجود الكثير من الحالات التي تستدعي السفر إلى الخارج، نتيجة الظروف المتواضعة والإمكانات البسيطة، في الجانب الصحي في البلد، لكن ذلك كله لم يثنِ أبدًا لا الجرحى على الصبر على جراحهم، والعودة عند التشافي أو الإشراف على التشافي إلى ميدان القتال من جديد، ولا الذين هم موجودون في الميدان خشية أن يجرحوا، لم يتأثروا بذلك أيضًا.
العامل الآخر هو صمود أسر الشهداء وأسر الجرحى وأسر المرابطين في الجبهات، وصمود المنكوبين والمتضررين من هذا العدوان والنازحين، من المناطق المحتلة في تعز والجنوب، والمناطق الشرقية، هؤلاء كانوا على درجة عالية من الصبر والثبات والتحمل، بالرغم من حجم المعاناة.
عامل آخر أيضًا هو الصبر والصمود لكافة أبناء هذا البلد في القرى والمدن، بالرغم من القصف الذي شمل الجميع، شمل المدن، شمل الأحياء السكنية في المدن، وشمل الشوارع والحارات، وشمل القرى والأرياف، بالرغم من ذلك كله الكل أو في غالب الأحوال صامدون وثابتون، لم يذهب شعبنا اليمني للرحيل من هذا البلد، مع أنه استهدف في معظم المناطق، الأكثر بقوا ثابتين في المدن وفي القرى، وبقوا صامدين، لم يتزحزحوا أبدا، وبمعنويات عالية، وبثبات كبير، وبقرار حاسم على الثبات، مهما كان حجم التضحيات، فلا القتل ولا التدمير أوهن من عزمهم ولا أضعف من قوتهم، ولا حطمهم أبدا.