الدرس السابع عشر من البرنامج الرمضاني (تنزيه الله سبحانه وتعالى له أهمية بالغة مرتبطة بكل القضايا والأعمال)
البرنامج الرمضاني.
معنى التسبيح صـ 7 إلى نهاية المحاضرة.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
تنزيه الله سبحانه وتعالى له أهمية بالغة مرتبطة بكل القضايا والأعمال.
نجد كذلك التسبيح مما أًمر به أولياء الله، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول الله له: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (الطور:48 – 49).
وحتى في حالة الشدة كما حدث لنبي الله يونس وهو في بطن الحوت ماذا قال؟ {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} (الأنبياء: من الآية87) ألم يقل سبحانك؟ أنزهك {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: من الآية87) فأن تكون أنت مؤمن بهذه القاعدة بشكلٍ واعٍ، وفي كل الحالات؛ لأنها قاعدة إيمانية في كل الظروف لا يمكن لحظة واحدة من لحظات حياتك تقول فيها: أما هذه ما تنزه فيها .. أما هذه ما تنزه فيها .. لا يصح إطلاقاً. في كل الظروف في كل الحالات, في كل الشدائد, في حالة الشدة والرخاء, وحالة السراء والضراء، لا بد أن تكون قاعدة لديك ثابتة.
نبي الله يونس ألم يسبِّح وهو في بطن الحوت {سُبْحَانَكَ}؟. هذه لها أثرها الكبير، أنك دائماً سترجع إلى نفسك في كل حدث تواجهه في الحياة، وأنت تعمل في سبيل الله، وأنت ترى نفسك بأنك تسير على نهج أولياء الله، لا ترد اللوم على الله أبداً، حتى وإن كان من عنده ما أصابك فإنما ذلك إما لأنك أنت كنت جديراً بأن صدر منك ما تستوجب به أن يحصل عليك هذا الشيء, وإما لأن في ذلك مصلحة لك, وحكمة, حكمة من الله أن تلاقي تلك الشدة, أو تحصل عليك تلك المصيبة, لمصلحتك أنت.
من يضعف إيمانهم دائماً يردون – كما نقول نحن – المَحْق, يردون المَحْق في الله، فيحمِّل الله مسؤولية ما حصل، ثم ينطلق ليسيء الظن في الله {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} (الأحزاب: من الآية10) فحصل عند البعض عندما حوصر المسلمون في المدينة مع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في غزوة الأحزاب: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} حتى انطلق بعضهم يسخرون من النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وهم يحفرون الخندق، عندما ضرب الصخرة فانقدحت فقال: (الله أكبر إني لأرى قصور فارس، إني لأرى قصور صنعاء) فقالوا: يعدنا بأن يصل ديننا, أو أن تفتح هذه المناطق على أيدينا، وها نحن لا يأمن الواحد منا أن يخرج ليبول. ألم يقولوا هكذا؟ انطلق بعض الناس يقول هكذا.
في [سورة آل عمران] بعد أحداث [أحد] حصل في غزوة أحد شدائد، وحصل فيها ما جعل البعض يرتبك، ما جعل البعض ينظر أنه لماذا أصابنا هذا الشيء {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (آل عمران: من الآية165) وهم قدهم يريدوا يتجهوا إلى الله! المحق منه, هو السبب, يمكن نَسيْ, يمكن .. ! يعني في واقع الحال أنت قد تكون تتعامل مع الله على هذا النحو، ربما نسي, ربما لم يف، ربما .. وإن لم تنطق أنت بهذه، سوء الظن.
ففي مسيرة العمل، عندما يكون الموقف مع الله موقفا ثابتاً … تنزيهه, نزاهته لا يمكن أن يخلف وعده أبداً. فمتى ما مر الناس بصعوبة ما رجعوا إلى أنفسهم، وإلى واقع الحياة: ربما خطأ حصل من عندنا ونحن نرتب المسألة على هذا النحو، وربما خطأ حصل من عندنا أنه ضعفت ثقتنا بالله عندما رأينا أنفسنا كثيراً .. كما حصل في يوم حنين {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} (التوبة: من الآية25)؛ لأنهم رأوا أنفسهم كثيراً وكانوا ما يزالون بعد نشوة النصر بعد فتح مكة فاتجهوا لقتال هوازن, وبعض القُبُل الأخرى، فقال البعض: [لن نهزم اليوم من قلة] رأى جموعاً كثيرة، لن نهزم اليوم من قلة. وعندما يكون هذا الشعور داخل الكثير، بدل أن تكون النفوس ممتلئة باللجوء إلى الله، واستمداد النصر منه، والتأييد منه، الذي تعبر عنه الآية: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة: من الآية250) لن نهزم اليوم من قلة .. فهزموا هزيمة منكرة.
الإيمان على هذا النحو هو الذي يدفع الناس إلى أن يرجعوا إلى أنفسهم فيصححوا أخطاءهم ويكتشفوا أخطاءهم، ويُحَسِّنوا من أوضاعهم، ويُحْسنوا خططهم, ويُحْسنوا تصرفاتهم، ويظلون دائماً, دائماً مرتبطين بالله مهما بلغت قوتهم، مهما بلغ عددهم، يظل ارتباطهم بالله قوياً، ارتباطهم بالله وهم مائة ألف كارتباطهم بالله يوم كانوا ثلاث مائة شخص، أو أقل .. متى ما انفصل الناس عن الله, ورأوا أنفسهم وكأنهم في حالة لا يحتاجون معها إلى تأييد من الله سيضربون، سيضربون .. [لن نهزم اليوم من قلة] هي التي ضربت المسلمين في حنين.
وفي يوم أحد ما الذي ضربهم؟ هو العصيان للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) , عندما عصى البعض وسكت الباقون فكأن معصيته هي تعبر أو أنها تحظى برضاء الآخرين, أي لم يستنكروا ما حدث من أولئك عندما تخلفوا عن الحفاظ على الموقع الذي أكد عليهم الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يظلوا فيه ولا يبرحوا منه، فحصل أن ضُربوا ضربة شديدة، وهزموا هزيمة منكرة، بعد أن كانوا في بداية المعركة كما قال الله عنهم: {تَحُسُّونَهُمْ} يعني قتل هكذا، وكأنه قتل بسهولة وسريع {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ} (آل عمران: من الآية152) حصل ما حصل فحصلت هزيمة، وحصل قتلى، وقتل نحو سبعين شخصاً.
الإيمان .. الإيمان بالله سبحانه وتعالى الذي يعني في ما يمثل من التجاء بالله في كل الظروف, ثم إيمان بأهمية الاستمرارية على أسباب النصر هي جزء من الإيمان بالله .. وأنت إذا لم تلتزم فقد يحصل عليك مصيبة ثم تحمل الله المسؤولية، ثم تسيء ظنك بالله، وتكون أنت في الواقع الذي جنيت على نفسك من البداية {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (آل عمران: من الآية165).
وهكذا إذا تأمل الإنسان كم سيجد لتنزيه الله سبحانه وتعالى من أهمية بالغة مرتبطة بكل القضايا، في كل الميادين، في مواجهة المفسدين، في مواجهة المضلين، في مواجهة أعداء الله، حتى في المواجهة الكلامية في حالات النقاش .. وأنت تنطلق من قواعد ثابتة, مهما نمق الطرف الآخر كلامه أمامك, وزين شبهته لديك، لن تضطرب أبداً؛ لأنك سترى أن كل هذا الكلام المنمق الذي جاء من جانبه، مبني على أساس فاسد، المسألة من أساسها غير صحيحة.
لو قبلناها كان ذلك يعني: خدشاً في نزاهة الله سبحانه وتعالى، فيما يتعلق بحكمته, فيما يتعلق بعلمه, فيما يتعلق برحمته، فيما يتعلق بتدبيره، فيما يتعلق بأي شيء من كماله سبحانه وتعالى, فلن تهتز أبداً.
في الأخير يقول لك: هذا الحديث رواه فلان ورواه فلان وأخرجه فلان وتلقاه فلان، وقال الإمام الفلاني ورواه الفلاني، ما هو سيأتي عبارات من هذه زحمة؟ يصوخوه لما احسب قد هو صدْق! .. لا. ليقل لك ما قال … ورواه فلان وأخرجه فلان وذكره فلان وحكاه فلان، وكان يدين به فلان .. إلى آخره. المسألة من أساسها انظر ما هي النتيجة في الأخير؟. مبنية على ماذا؟. ثم ماذا سيترتب عليها؟ هي تخالف مخالفة صريحة مقتضى نزاهة الله سبحانه وتعالى الذي هو معنى تسبيحه وتقديسه.
إذاً لا يمكن أن تقبل مهما كانت الضجة حولها؛ لأن الضجة هنا, أو الكلام الكثير, المؤكد هنا في القرآن الكريم في مجال التسبيح، أو فيما يتعلق بالتسبيح، هو الشيء الذي يجب أن يسيطر أثره على مشاعرك، فلا تتأثر بأي ضجة أخرى مهما كثرت.
كما قلنا: أنها قد تحصل ضجة كثيرة أمامك، وأنت تقرأ مثلاً، أو وأنت تدخل في نقاش مع شخص آخر، ويقول: رواه البخاري ومسلم وذكره الترمذي, وحكاه فلان وذكر فلان، وقال فلان أنه مما أجمع عليه السلف الصالح وحكى … إلى آخره .. كلام كثير .. لكن هؤلاء الذين عرضهم جميعاً – الله بالنسبة لهذه القاعدة عرض ما هو أكثر منهم بكثير {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: من الآية1) ما هؤلاء أكثر من البخاري ومسلم وفلان وفلان إلى آخره؟.
فالقاعدة هذه مهمة جداً .. وإذا أردت أن تعرف أهميتها فانظر إلى القرآن الكريم {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: من الآية1) وسور في القرآن الكريم تتصدر بالتسبيح على هذا النحو: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ} أو {سبَّح لله} {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} أو {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الحديد: من الآية1) وفي أواخر بعض السور وداخل السور بهذا اللفظ العام {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} هذا يدل على أهميته، وأنك بحاجة إلى أن تستشعر أهميته، وتنطلق منه في كل مواقفك.
وأنت طالب علم عندما يقولون لك: [مما امتاز به مذهبنا هو الحرية الفكرية، فالإنسان يقرأ وله حق أن يرجح وينظر، ثم له حق أن يجتهد فيما بعد إذا ما توفرت له آلة الإجتهاد فأصبح يستطيع أن يستنبط، وأن ينظر وأن يرجح وأن يقرر وأن … إلى آخره .. ] هم يخاطبونك بهذا الكلام بمفردك.
ارجع إلى القاعدة هذه: هل ممكن أن يكون الله سبحانه وتعالى يوكل أمر الهدى إلى الناس؟. أم أنه هو الذي يتولى هذه القضية عندما يقول: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدىْ} (الليل:12) {وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلِ} (النحل: من الآية 9) وهل النتيجة هذه ممكن أن تكون مقبولة عند الله؟. وهل هي منسجمة مع حكمته؟ مع رحمته؟ مع كونه الملك، الإله، الرب؟.
ينسجم مع هذا كله أن ينطلق كل واحد منا – ونحن طلاب علم – فهذا يرجح خلاف ما رجح هذا، وهذا يقرر خلاف ما قرر هذا، وكل واحد منا يدعي بأن ما وصل إليه هو دين الله، وهو شرع الله. فكلما اتسعت دائرة المتعلمين، وكلما اتسعت دائرة المجتهدين، كلما كثرت الأقوال وكثر الإختلاف، فصعد كل شخص لحاله، وتحرك بمفرده، وانطلق كل منهم يدعو إلى ما توصل إليه .. إختلاف شديد، اختلاف رهيب، تعدد أقوال، وكل منها تنسب إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا يخطئ هذا، وهذا يخالف هذا, وتفرق فلا تجتمع لهم كلمة في أغلب الأحوال، في أغلب الأحوال لا تجتمع لهم كلمة.
تقول في الأخير: هل يمكن أن يكون دين الله على هذا النحو؟ وهل الله يريد منا أن نكون على هذا النحو، فقدم لنا دينه هكذا؟ وأراد من كل واحد منا أن يتحرك هو بمفرده؟! فما أداه إليه نظره واجتهاده سار عليه .. وهكذا الثاني، وهكذا الثالث, والرابع .. إلى آخر الدائرة. وإن كانوا آلاف المتعلمين, وآلاف العلماء!! وأنت ترى, وتشاهد أن هذه وسيلة من وسائل الإختلاف والتفرق .. فهل الله سبحانه وتعالى الإله, الملك، هل هذا تدبيره لشؤون عباده؟ هل هذا تشريعه لعباده؟ هل هذا ما يتناسب مع توحيده؟ أن ينزل للناس شرعاً يفرقهم ويشتت شملهم؟ وأن يقبل من كل واحد ما أداه إليه نظره واجتهاده؟.
وعندما تنظر إلى داخلهم ترى الأشياء المتباينة المتضادة المتخالفة التي لا يمكن أن تكون كلها حق، نقول: لا, سبحان الله .. سبحان الله أن يكون شرعه على هذا النحو، أن يرضى لعباده هذه الطريقة، أن يكون هذا هو ما يريده منهم، أن تصبح هذه هي ميزة ما شرعه لعباده، ميزة الإسلام، وأنها هي التي يمتاز بها الإسلام، فنقول: حرية الفكر!!.
لو قررنا ذلك لاحتجنا أن نقرره شرعاً، أي: نحتاج إلى أن نصبغ ما نقرره بصبغة دينية ننسبها إلى الله سبحانه وتعالى، أنه هكذا أراد منا, أن نكون على هذا النحو، أن كل واحد منا ينطلق على هذا النحو بمفرده، إذاً فهو شرع هذا، وهو في نفس الوقت يقول في القرآن الكريم: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) ثم يقول بعد: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} (آل عمران: الآية105).
إذاً ستقول: كيف تنهى هنا عن الإختلاف والتفرق، وتهدد بالعذاب العظيم عليه، وتأمر بالإعتصام الموحد الجماعي بحبل واحد، ثم أنت في نفس الوقت تشرِّع ما هو منبع من منابع الإختلاف والتفرق؟! حيث أجزت لكل واحد منا، أو أردت من كل واحد منا أن ينطلق هو بمفرده فيعتمد على ما أداه إليه نظره وترجيحه، ونحن نرى أن الأنظار تختلف, والنتائج تختلف .. ألم يختلف شرع الله هنا؟ ألم يؤد إلى اختلاف؟.
نسبح الله، ننزه الله أن يمكن أن يكون هذا من شرعه، أن يكون في شرعه اختلاف، ويكون في شرعه تناقض {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} (النساء: من الآية 82) ولا يعني الإختلاف هو الإختلاف في ألفاظ النصوص، الإختلاف في الغايات أيضاً، الإختلاف في النتائج أيضاً .. فلا يمكن أن يشرِّع هنا شيئاً ثم يشرِّع أيضاً شيئاً آخر يؤدي في الأخير إلى نتيجة تخالف نتيجة ما شرَّعه هنا. أو يهدي إلى شيء, ثم يهدي إلى شيء آخر يؤدي في الأخير إلى ضرب ذلك الشيء الأول، هذا هو الاختلاف أيضاً، بل هو الإختلاف الحقيقي أكثر من اختلاف النصوص {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} (النساء: من الآية 82) هنا نحتاج – كطلاب علم – أن نسبح الله نقول: سبحانك, لا يمكن أن تتناقض، لا يمكن أن يختلف هداك، لا يمكن أن يتعارض هديك، لا يمكن أن تتعدد طرقك، وأنت الذي تقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوْا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيْلِهِ} (الأنعام: من الآية153).
وهكذا تحتاج إلى تنزيه الله في كل شيء، وأنت طالب علم، وأنت تاجر، وأنت فلاح، وأنت عالم، وأنت فقير، … أو أنت غني، وأنت مجاهد، أو أنت قاعد، وأنت صحيح، أو أنت مريض تحتاج إلى هذه القاعدة، أن تنطلق منها، وهي التي ستحركك، وتوجهك إلى الصواب، فتعرف ما هو الموقف الصحيح الذي يجب أن تقفه في كل الأحوال, وفي كل الظروف.
هذا ما أفهمه بالنسبة لقضية التسبيح .. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المسبحين له, المنزهين له، وأن يترسخ في أعماق نفوسنا مشاعر عظمته وتنزيهه وقدسيته إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]