الحكومات بحاجة إلى التقوى للالتزام في سياساتها وادائها بما يخدم الشعوب
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي .
محاضرة ( التقوى ) 2 رمضان 1434هـ.
الحكومات بحاجة إلى التقوى للالتزام في سياساتها وأدائها، ومسارها السياسي وأدائها العملي، بالعدل، بالقيم المثلى والعظمى للإسلام، والشعوب نفسها بحاجة إلى التقوى، لتتقي الله فلا تقبل بالظلم، لا تقبل به في واقعها، يسودها ويحكمها ويتحكم بها، لا ترضى بالممارسات الظالمة، فتخضع لها وتذعن لها وتستسلم لها، وترضخ لها.. لا . لا يجوز. لا يجوز مسئوليةٌ أساسية في دين الله، مسئوليةٌ أساسية من صميم ديننا، ومن صميم انتمائنا للإسلام أن نكون أمةً تعمل على إقامة العدل، تعمل عملاً وتسعى لفرض ذلك في واقعها، هذا هو كمسئولية وهو كحق، من حق شعوبنا أن تنعم بالعدل، أو أن الظلم لها شرعة؟ أو أن الظلم لها ملة؟ أو أن الظلم عليها قدراً محتوماً؟ لا . لا ، إنما إذا تقاعست الأمة عن مسئوليتها وتهاونت إزاء واجباتها وهي واجبات أساسية، واجبات كبرى، حينها تتاح الفرصة لكل الانتهازيين والظالمين ليقفزوا على أكتاف الأمة فيحكموها بالظلم والأنانية والجبروت والطغيان، وبنزواتهم وأنانياتهم وحقدهم وأطماعهم يجعلون من الأمة ومن واقعها بكله، الأمة بكل ما للأمة من ثروة ومقدرات وإمكانيات وطاقة مغنماً لهم ولمصالحهم، ثم يعملون على تطويعه بكله بما يروق لهم وبما يناسبهم وبما يلائمهم.
التقوى تفرض علينا أن نتحرك في واقع الحياة لإقامة العدل، العدل الذي نحتاج إليه، العدل الذي هو بقدر ما هو مسئولية، وعبادة وواجب، ومبدأ هو أيضاً ضرورة، ضرورةٌ للحياة، ضرورةٌ لاستقامة الحياة، حاجةٌ أساسيةٌ للإنسان، للإنسان؛ لأن الظلم يلامس واقع الإنسان وحياته، وليس مجرد كلام كتب في صحيفة، أو مقال أو رؤية غريبة نظرية لا صلة لها بالواقع، البديل عن العدل هو الظلم، ولا معاناة من مثل المعاناة التي يعيشها المسلمون نتيجةً للظلم.. نتيجةً للظلم، المسلمون يعانون من الظلم معاناة كبيرة.