مبدأ الأعتصام الجماعي بحبل الله هو فريضة إيمانية إلزامية يمنح الأمة القوة والاستقلال
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية الثالثة والعشرون 1443هـ 2022م.
مبدأ الاعتصام الجماعي بحبل الله هو فريضة إيمانية إلزامية يمنح الأمة القوة والاستقلال.
من المبادئ الأساسية، عندما قال الله “سبحانه وتعالى”: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: من الآية103]، عندما قال “جلَّ شأنه”: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: من الآية10]، هذا المبدأ العظيم لأهميته وما يترتب عليه لابدَّ منه في إقامة الدين، في إقامة القسط، لا يتهيَّأ للأمة أن تتحرك ضمن استجابتها لله “سبحانه وتعالى” لإقامة الدين إلَّا بذلك.
كما هو أيضاً فريضةٌ إلزاميةٌ على المستوى الإيماني، لا يتحقق الإيمان، وكمال الإيمان بين المؤمنين، إلَّا به، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، أمرٌ ملازمٌ لإيمانهم، إذا كان الإنسان مفرِّطاً في ذلك، ولا يهمه ذلك، ويتجه اتجاهاً فردياً، وعلى قطيعةٍ مع إخوانه المؤمنين، فهو بعيدٌ عن الالتزام الإيماني، ومخلٌّ بإيمانه، ومذنبٌ بذلك.
لأهمية المبدأ العظيم في الاعتصام الجماعي بحبل الله “سبحانه وتعالى”، لابدَّ منه أيضاً في أن تحظى الأمة بالاستقلال عن التبعية لأعدائها، وأن تتحصن من اختراقهم، ولذلك أتى هذا الأمر الإلهي في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}، ضمن ما هدى الله إليه فيما يحمي الأمة ويحصِّنها من سيطرة أهل الكتاب عليها، من سيطرة اليهود عليها، ومن اختراقهم لها، فأتى هذا المبدأ من المبادئ والأعمال الأساسية التي تحصِّن الأمة، وتحفظ الأمة، وتحمي الأمة من اختراق أعدائها، ومن سيطرة أعدائها عليها، ومن تمكُّنهم من التطويع لها واستغلالها، فهو مبدأ له هذه الأهمية بالنسبة للأمة في دينها، في كرامتها، في عزتها، له هذه الأهمية في تحصينها، وحمايتها، والحفاظ عليها، ليس أمراً عادياً، يمكن أن يهتم الإنسان به، أو لا يهتم، فإذا لم يهتم كانت النتائج عادية، أو بسيطة، أو الأضرار طفيفة، أو التبعات محدودة.
نتائج التفريط بهذا المبدأ العظيم: أن يتمكن أعداء الأمة، أعداء المؤمنين، من السيطرة عليهم، من الإذلال لهم، من فرض ما يريدون عليهم، من التطويع لهم، من الاستغلال لهم، ولذلك المسألة في غاية الأهمية.