الارتباط بالإمام الحسين هو ارتباط بالمشروع والموقف الذي ينسجم مع القرآن الكريم
بصائر من نور القياده.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
خطاب ذكرى عاشورا 1435هـ
الإمام الحسين (عليه السلام) هو وريث جده النبي، حمل راية الإسلام، وحمل همَّ الأمة، حريصاً على أمة جده، على هدايتها، على إنقاذها من حالة القهر والاستعباد والهيمنة، حريصٌ على أمة جده، على صلاحها ورشدها وعزتها وكرامتها، وهو وريث جده (صلوات الله عليه وعلى آله)، يحمل ويُجسِّد في واقع حياته قيم الإسلام ومبادئ الإسلام أصيلةً نقيةً سليمةً بعيداً عن الزيف والتحريف والتضليل، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال عنه: ((حسينٌ مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً، حسينٌ سبطٌ من الأسباط))، ويكفينا هذا النص النبوي لنعرف مقام الحسين في أمة جده، مقامه كنسخة مصغرةٍ من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، يحمل مبادئ الإسلام، وقيم الإسلام، ومفاهيم الإسلام، وروحية جده (صلوات الله عليه وعلى آله)، فهو ورث من جده القِيَم، وورث الروحية وحمل الراية، وورث أيضاً المسئولية في هداية الأمة، وانقاذ الأمة، والعمل على إصلاح الأمة.
((أحب الله من أحب حسيناً)) هذه الفقرة من النص النبوي تدلل على مكانة الإمام الحسين (عليه السلام) عند الله سبحانه وتعالى، فهو ولي الله وحبيب الله، وهو بهذا المستوى من أحبه أحبه الله، ولا يتحقق لك حب الحسين الذي به تنال محبة الله إلا عندما ترتبط بالإمام الحسين (عليه السلام) ارتباطاً بالنهج، وارتباطاً بالمشروع، وارتباطاً بالموقف فتسير في نفس الطريق، وتتبنّى نفس الموقف الذي يُعبِّر عن الإسلام، يعبِّر عن القرآن، يعبِّر عما يريده الله سبحانه وتعالى ويمثل الموقف المشروع الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، وبقدر ما يحب الله مَن أحب حسيناً فبالتأكيد سيكون مقت الله وغضب الله وبغض الله شديداً على من يُبغض الحسين، ومن يعادي الحسين، ومن يقف في وجه الحسين.