تقوى الله تعالى معناها الحذر منه، تكون دائماً تعيش حالة الحذر من التقصير والتفريط
يوميات من هدي القرآن الكريم.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
سورة آل عمران الدرس الثاني صـ 10 و 11.
تأتي عبارات: {اتَّقُوا اللَّهَ} في القرآن الكريم في مقامات كثيرة، في مقدمة كل قضية هامة ليوحي للناس بأن المسألة هامة لديه، فلينطلقوا من منطلق الحذر من الله من أن يقصروا في هذه القضية سيضربهم هو، سيكون عقابه شديداً عليهم، سيكون غضبه شديداً عليهم كما في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال: من الآية1).
وهكذا تأتي في القرآن الكريم مكررة في معظم المقامات المهمة؛ لينطلق الناس من منطلق أن هذه قضية مهمة لدى الله سبحانه وتعالى، وهي في واقعها بالغة الخطورة فأي تقصير من جانبنا نحوها سيجعلنا عُرضة لسخط الله ونعوذ بالله من سخطه.
فقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} أنتم في مواجهة مع طرف يمكن أن يصل بكم إلى أن تكونوا كافرين، أنا لا أريد أن تكونوا كافرين، أن تكونوا كافرين يعني أن تصبحوا من أهل جهنم، أن تتحولوا إلى أطراف، تهملوا فتصبحوا فعلاً في واقعكم كافرين، أي أن تضيِّعوا الرسالة التي حُمِّلْتُمُوها من جانب الله سبحانه وتعالى. أليس هذا الذي حصل بالنسبة للعرب؟ العرب ألم يُذِلِّوا الإسلام بذلتهم؟ ألم يقهروا الإسلام بقهرهم؟ ألم يضيِّعوا كتاب الله بضياعهم؟ لأنهم فرطوا في الرسالة، فرطوا في الرسالة، إذاً فكانت القضية فعلاً بالغة الخطورة.
وتقوى الله سبحانه وتعالى معناها الحذر منه، تكون دائماً تعيش حالة الحذر من جانبه فيما إذا حصل منك تقصير فيما يوجهك إليه، وفيما يرشدك إليه، وفيما يأمرك به وينهاك عنه، ليست سواء, القضايا ليست سواء أن تشرب [كوب] شاهي على واحد آخر ما هذا حرام؟ لكن لا يقال لك في هذا المقام: اتق الله حق تقاته, حرام واتق الله لا تأخذ هذا.
لكن مقامات مهمة جداً، مقامات مهمة جداً أي تفريط من جانبك فيها هي قضايا عند الله بالغة الخطورة يعلم سوء آثارها على دينه، وعلى عباده وأنت وهذا وذاك أنتم يا هؤلاء هذه الأمة بكلها هي المعنية بأن تكون هي الطرف الذي يَدْرَأ هذا الخطر، ويدفع هذا الفساد، ويعلي هذه الكلمة .. أليس هذا هو الطرف المسئول؟.
إذاً فانطلقوا من منطلق الحذر؛ لأن مسئوليتكم كبيرة، وأن القضية خطيرة يجب أن تتقوا الله أبلغ درجات التقوى، أي أن تخافوه وتحذروه هو لن يسمح إطلاقاً.