تضحياتنا في سبيل الله محسوبة لنا ونتائجها عظيمة في الدنيا والأخرة
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كلمة تدشين الذكرى السنوية للشهيد 1443هـ.
الله “سبحانه وتعالى” عندما يوجهنا ويأمرنا في القرآن الكريم إلى أن نقف المواقف التي قد نضحي فيها بحياتنا، ونبذل فيها أرواحنا، تحت عنوان الجهاد في سبيل الله، هو ليس بحاجةٍ منا إلى ذلك، ونحن عندما نفعل ذلك لا نقدم له شيئاً يحتاجه، أو نعينه في شيء، أو نقدم له شيئاً نعينه به، هو “سبحانه وتعالى” الغني الحميد، وهو المالك للنفس وللبشر، هو ملك الناس ومالكهم وربهم، ومالك السماوات والأرض، وهو رب العالمين، هو “سبحانه وتعالى” جعل لنا وسيلةً أساسيةً نحتاج إليها نحن في واقع حياتنا لدفع الشر عنا، لدفع الضر عنا، لدفع الأشرار والطغاة عن الهيمنة علينا، وعن السيطرة علينا، وعن الاستعباد لنا، وسيلةً لدفع الشر والأشرار، ودفع الطغيان والطغاة، ودفع الاستعباد والإذلال، وسيلةً للتصدي للمجرمين والأشرار.
وفي نفس الوقت كل ما يمكن أن يحصل لنا من عناء، أو أن نقدمه من تضحيات في إطار هذه الوسيلة التي نحظى فيها بعونه، بنصره، بتأييده، فهو محسوبٌ لنا عنده “سبحانه وتعالى”، عندما نتحرك وفق الطريقة التي رسمها، نمتلك القضية العادلة، نقف الموقف الصحيح المشروع، الذي يتوافق مع المعايير الإيمانية والدينية والأخلاقية، حينها عندما ينطلق الإنسان من منطلقٍ كهذا، في موقف الحق، وفق الطريقة التي رسمها الله “سبحانه وتعالى”، يكون كل عناءٍ يعانيه، وكل بذلٍ يبذله، وكل تقدمةٍ يقدمها، وكل عطاءٍ يعطيه، حتى على مستوى الخطوة الواحدة وهو يتحرك في الميدان، حتى على مستوى كل معاناة بكل أنواع المعاناة، على مستوى الظمأ، على مستوى الجوع، على مستوى النصب، على مستوى ما يبذله من مال، على مستوى ما يعانيه نفسياً، ثم على مستوى أن يصل إلى هذا العطاء الكبير، الذي يبذل فيه روحه وحياته، كل ذلك مكتوبٌ له عملاً صالحاً، يقابله الله بأجرٍ عظيم، في الدنيا نتائج لهذا الجهد، لهذا الصبر، لهذا العطاء، ثمرة لهذه التضحية، تكون في أرض الواقع، تطابق أهدافاً عمليةً ركز عليها الشهيد، ركز عليها من يتحرك في ميدان العطاء والجهاد في سبيل الله “سبحانه وتعالى”.