من أهم ما في الإيمان أنه يمثل صلةً تصلنا بالله تَعَالَى لنحظى بهدايته ورعايته وجنته ورضوانه
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كلمة مناسبة عيد جمعة رجب 1444هـ -2023م.
من أهم ما في الإيمان: أنه يمثل صلةً تصلنا بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ومن ضمن ما في هذه الصلة: أن نحظى بهداية الله “جلَّ شأنه”، كما قال في القرآن الكريم: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[البقرة: من الآية257]، فهذه الصلة الإيمانية بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” من أهم ما فيها هو هذه الرعاية الإلهية، أن يخرجنا الله- نتيجة إيماننا به “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”- أن يخرجنا من الظلمات إلى النور، بكل ما يشمله هذا العنوان المهم من هدايةٍ واسعة.
ويقول أيضاً: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ}[البقرة: من الآية213]، فتأتي الهداية الإلهية عند الاختلاف إلى الحق لمن؟ للذين آمنوا، بناءً على هذه الصلة الإيمانية بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
والقرآن الكريم هو يأتي في هذا الجانب، هو كتاب هداية، وآياته البيِّنات هي لتخرجنا من الظلمات إلى النور، كتاب هدايةٍ، وعلاقة المؤمنين به هي أولاً الإيمان به، هو في إطار العنوان الإيماني جانبٌ أساسي مما علينا أن نؤمن به، أن نؤمن بالقرآن الكريم أنه من عند الله، وأنه حقٌ، وكتاب هدايةٍ، نهتدي به، وأنَّ ما فيه حقائق لا تتخلف أبداً، فنؤمن ونثق ونصدِّق بكل ما أتى به؛ ولذلك يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[البقرة: الآية285].
فالرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه” هو أول المؤمنين من أمته، أول المؤمنين بالقرآن الكريم، {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ}، إيماناً صادقاً، إيماناً واعياً، إيماناً فيه الثقة بصدق ما أتاه، بأحقية ما نزل إليه، أنه الحق، أنه الهدى، أنه الصدق، وفيه تأثرٌ بذلك، واهتداءٌ به، واتِّباعٌ له، والتزامٌ به في مقام العمل، وفي مقام التوجيه الإلهي، والامتثال لأمر الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
{وَالْمُؤْمِنُونَ}، المؤمنون الصادقون هكذا إيمانهم: إيمانٌ صادق بما أنزل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، يثقون به أنه الحق، أنه النور، أنه الهدى، يتَّبعونه، ينتفعون به، يتزكون بهديه، ويتحركون على أساسه، ويلتزمون به في مقام العمل والاتِّباع.