نحن بأمس الحاجة الى التحلي بالتقوى لنصحح واقعنا وننهض بمسؤوليتنا
بصائر من نور القياده.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
محاضرة ( التقوى ) 2 رمضان 1434هـ.
التقوى التي نحتاج إليها في هذه المرحلة لنصحح فيها واقعنا، والتقوى هذه التي تدفعنا إلى القيام بمسئولياتنا الكبرى، بمسئولياتنا المهمة في الحياة، بمسئوليات يتهاون بها الكثير ولا يدرك خطورتها، أمام كل واجب، أمام كل فرض، أمام كل أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى، بقدر الخلل الذي يترتب على التقصير فيه، والإخلال به، ندرك الأهمية الكبيرة والحاجة الأساسية للتقوى؛ لأن معنى ذلك عندما يخل الناس، يخل الناس بواجب كبير، الآثار السيئة تكون كبيرة، والعواقب السيئة تكون كبيرة، فتمتلئ الحياة بمظالم كثيرة.
نلاحظ الآن في واقعنا المظالم الكبيرة على كل المستويات، على المستوى الاقتصادي فقر شديد جداً ومعاناة كبيرة، والملايين من أبناء أمتنا يعانون معاناةً شديدة لتوفير لقمة العيش الضرورية، لتوفير احتياجاتهم الأساسية في الحياة، بينما نحن أمة لها ثروة هائلة، الأمة الإسلامية منحها الله الثروات الكبيرة جداً نفط وغيره، لكن؛ لأن هناك استبداد وفساد ونهب للثروة تصبح الحالة السائدة في واقع الشعوب هي الفقر المدقع والمعاناة الشديدة بكل ما يترتب عليها من مفاسد، ثم تستغل هذه الحالة، حالة الفقر الشديد في أوساط الأمة لتحقيق أشياء كثيرة، لشراء الذمم، وشراء المواقف، شراء الإنسان.. الإنسان يُشترى ويسترَقّ بطريقة مختلفة عن الماضي، في الماضي كان الإنسان يُسترقّ وذلك لتحقيق منافع معينة، يُسترقّ للخدمة المنزلية، أو يُسترقّ لخدمة في إطار محدود، الآن الإنسان في هذا العصر يُسترقّ لبذل حياته، يُسترقّ ليقاتل، ويُسترقّ ليعادي، ويُسترقّ لخدمة مَآرب سياسية قائمة على الطغيان والاستكبار والظلم، يُسترقّ عندما يُشترى موقفه، يُشترى ولاؤه، يُفرض عليه مسار معين أو اتجاه معين في الحياة، يناصره وهو يضره، لماذا؟ لكي يتوفر له من وراءه قليلٌ من المال نتيجة الفقر الشديد المدقع.
عندما غاب العدل نشأت مفاسد كبيرة جداً في واقع الحياة، وظُلِم الإنسان بكل أنواع الظلم، الظلم الاقتصادي، الظلم الثقافي، الظلم الأمني، فقد الأمن والاستقرار، وأصبحت حالة الترهيب والتخويف والقمع وسيلة لاستعباد هذا الإنسان والسيطرة عليه، والتحكم بحياته، وبمساره في الحياة ودوره في الحياة، فيصبح مجرد أداة بيد آخرين هم المسئولون عن ما وصل إليه من ظلم، وضيم، وحيف، وجور، ومعاناة، وأسى، وضعف، وعجز.