الاعتصام الجماعي الإيماني العملي يمثل عامل استقرار مهم للوضع الداخلي
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية الثالثة والعشرون للعام الهجري 1443هـ
الاعتصام الجماعي عامل استقرار مهم في الوضع الداخلي، في إطار التحرك العملي لابدَّ من توفير حالةٍ من الاستقرار والهدوء، تساعد على أن تتوجه كل الطاقات، كل الاهتمامات، إلى الموقف المهم في التصدي للعدو، في الاهتمام بالأعمال المهمة، في إنجاز ما ينبغي إنجازه.
إذا فسد الواقع الداخلي، وشابته الخلافات، المشاكل، النزاعات، التباينات، العقد، يؤثِّر هذا إلى حدٍ كبيرٍ جدًّا، جزءٌ كبيرٌ من التفكير، إن لم يكن كله، وجزءٌ كبيرٌ من الجهد العملي، من الكلام، يتجه لخدمة فساد ذات البين، لخدمة الشقاق والنزاع، لخدمة الخلافات، والبعض يكون في ذلك أنشط منه في الاتجاه الرئيسي، الاتجاه الصحيح، في النهوض بالمسؤولية، إذا تحوَّلت المسألة مسألة خلافات، وسوء تفاهم، وشقاق، يكون نشيطاً، حاد اللسان، متحركاً، متابعاً، معمماً، نشطاً في الاتجاه السلبي، بأكثر منه في الاتجاه الصحيح، وحاداً، وأكثر جرأة، أكثر جرأةً، لأكثر منه في الاتجاه الصحيح.
ثم يتحول الحال في الانشغال، والعوائق، والتأخير، إلى نحوٍ سلبي، وذلك مما يبين جرم وإثم وذنب هذا السلوك، هذا التصرف، الذي هو في إطار الفرقة، وليس في إطار جمع الكلمة، وترسيخ الأخوّة، وتعزيز الأخوّة الإيمانية.
عندما ينشط الإنسان فيما يفرِّق، فيما يبعثر، فيما يوسِّع الفجوة، فيما يعزز حالة الصراع الداخلي، الشقاق الداخلي، فهو يتجه الاتجاه الشيطاني، مع إبليس، هذه هي وظيفة إبليس، وظيفة الشيطان، دور الشياطين، ودور أوليائهم، الذين يعملون دائماً على التفكيك، على إثارة النزاع، على البعثرة، على تعزيز حالة الكراهية والبغضاء بين المؤمنين، ويعملون على ذلك بأهداف شيطانية، بأهداف شيطانية، فالمسألة سلبيتها كبيرةٌ جدًّا، تؤثِّر على الواقع العملي، تؤثر على النفوس، تتفرع عنها الكثير من المعاصي: النميمة، الغيبة، الكذب، الافتراء، البهتان، سوء الظن… كم تتفرع عنها من المعاصي، وسنتحدث- إن شاء الله- عن ذلك بالتفصيل.
فمن أهمية هذا المبدأ العظيم: أنه يمثِّل عامل استقرار وسلامة من كثيرٍ من الفتن، والمشاكل، والهموم، لصالح ما ينبغي توجيه الطاقات والقدرات، وحتى المشاعر الساخطة نحوه، مشاعر الغضب، والسخط، والانفعال، والشدة، وكذلك الجرأة، كل هذا يمكن توجيهه في الاتجاه الصحيح، حيث تؤجر، وحيث تشكر، وحيث يكون لذلك إيجابياته الكبيرة، ضد أعداء الأمة، ضد أعداء المؤمنين، الاتجاه الصحيح.