الإيمان، والتقوى، والإنابة إلى الله “تعالى”والإقبال إليه، سببٌ لرحمته وفضله
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية السادسة والعشرون للعام الهجري 1443هـ.
الله “سبحانه وتعالى” هو أرحم الراحمين، وهو أكرم الأكرمين، يريد لعباده الخير، هو القائل “جلَّ شأنه”: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف: من الآية96]، تأتي رحمته في وضعٍ صعبٍ نعيشه، ومعاناةٍ كبيرة؛ فتغير واقع حياتنا إلى حدٍ كبير، على المستوى النفسي، وعلى المستوى المعيشي، وعلى مستوى الواقع بشكلٍ عام.
ولذلك يقول الله “سبحانه وتعالى”: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[الروم: 48-50].
الحالة التي وصفتها الآية المباركة: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ}، هي الحالة التي يعيشها الناس وهم في حالةٍ من الإحباط، والحيرة، لا يعرفون ماذا يفعلون لأنفسهم، يجدون أنفسهم في معاناة شديدة، واحتياج شديد؛ لأن الاحتياج للماء احتياج شديد، الماء أساسيٌ في حياة الناس، أساسيٌ وضروريٌ، هو عمود الحياة، يحتاجه الناس لشربهم، يحتاجه الناس لمواشيهم، يحتاجه الناس لزراعتهم، والجانب الزراعي أساسيٌ في حياة الناس، يحتاجه الناس لعمرانهم، لاقتصادهم… لكل شؤون الحياة: التجارية، والاقتصادية، والعمرانية، والزراعية، كلها تعتمد على الماء، وهو من أهم ما يدل على حاجتنا الشديدة إلى الله “سبحانه وتعالى”، على افتقارنا إلى الله؛ لأنه لا أحد يمكن أن يمنَّ علينا بالأمطار، وأن ينزِّل لنا الغيث، إلَّا الله “سبحانه وتعالى”، برحمته، وكرمه، وفضله.
وهذا يذكِّرنا بحاجتنا إليه، حاجتنا إلى رحمته، ويذكِّرنا أيضاً بجنايتنا على أنفسنا، عندما نعمل من الأعمال السيئة، أو نضيِّع من الحقوق ما يسبب لنا أن نخسر نحن في حياتنا، أن نتضرر نحن في حياتنا.
الإيمان، والتقوى، والإنابة إلى الله “سبحانه وتعالى”، والإقبال إليه، سببٌ لرحمته، سببٌ لفضله، سببٌ لنيل كرمه، والله “سبحانه وتعالى” حتى في حالات الجدب والشدائد هو يذكرنا بذلك؛ لنتضرع إليه، لنرجع إليه، لنصحح وضعيتنا، لنستقيم في حياتنا على أساس هديه “سبحانه وتعالى”.