السيد عبدالملك في كلمته في الذكرى الثامنة للعدوان ينصح المعتدين ويحذرهم من الاستمرار
| أخبار محلية | 3 رمضان 1444هـ الثقافة القرآنية: كشف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، معالم المرحلة المقبلة، وملامح العام التاسع في حال استمر العدوان والحصار، داعياً شعبنا العزيز للخروج والمشاركة الواسعة في مسيرات الغد بالذكرى الوطنية الثامنة للصمود الوطني.
وفي كلمة له بمناسبة الذكرى الثامنة للعدوان السعودي الأمريكي (اليوم الوطني للصمود) مساء اليوم السبت، قال السيد عبدالملك: “شعبنا يترجم صموده بشكل عملي في صبره وتماسكه وثباته وجهاده ومرابطته في الجبهات”.
وأضاف: “شعبنا الذي اعتمد على الله ووثق به لمس كل هذه السنوات الرعاية العجيبة والتأييد والمعونة من الله”، متوجهاً بالشكر لله سبحانه وتعالى الذي أعاننا، ووفقنا، وسددنا، وثبتنا، وأيدنا، والذي له الفضل أولًا وأخيرًا في صمود شعبنا.
وتابع: “في مقابل ما عاناه شعبنا من تخاذل محيطه العربي والإسلامي باستثناء أحرار الأمة لمسنا أهمية التوكل على الله سبحانه”، مشيراً إلى أن الكثير من أبناء الأمة وقفوا متخاذلين ومتفرجين وساكتين بالرغم من وضوح مظلومية شعبنا.
هدف العدوان:
السيد عبدالملك أكد أن العدوان هدف إلى احتلال بلدنا والسيطرة التامة على شعبنا والمصادرة لحريتنا واستقلالنا بغية استعبادنا، موضحاً أن الممارسات اليومية لتحالف العدوان طوال السنوات الثماني لم تخرج عن إطار الظلم أو الاحتلال أو العدوان.
ولفت إلى أن العدوان بالأساس هو عدوان أمريكي شنته أمريكا عبر عملائها الإقليميين لتتفادى هي الخسائر، مضيفاً أن الدور البريطاني والإسرائيلي مساهم في التحريض والدفع والتخطيط للعدوان تحت الرعاية الأمريكية.
وأشار السيد عبدالملك أنه لا قيمة للغطاء الأمريكي ولا للمؤسسات الدولية التي تتغاضى عن العدوان وجرائمه ومساعيه الباطلة، مبيناً أنه “لا يمكن لشهود الزور ولا لأي مسميات وعناوين أن تشرعن الجرائم الوحشية المرتكبة بحق شعبنا”.
واعتبر أن تصوير العدوان على أنه مشاكل داخلية يمنية هي محاولات مفضوحة مقابل وضوح العدوان الخارجي المعلن من واشنطن، لافتاً أن إعلان العدوان من واشنطن كشف طبيعة الدور الأمريكي بأنه الأساس في العدوان على بلدنا.
وأوضح السيد عبدالملك أن معظم السلاح الذي قتل أبناءنا أمريكي، شنته مقاتلات أمريكية، بتدريب وإشراف أمريكي حتى في مجال تحديد الأهداف على الأرض.
دور الخونة:
السيد عبدالملك أكد أن الأمريكي عبر أدواته يسعى إلى احتلال بلدنا والسيطرة على منابع الثروة النفطية فيه ومواقعه الاستراتيجية ليتخذها قواعد عسكرية.
ولفت إلى أن دور الخونة يشبه من وقفوا مع بريطانيا سابقا في احتلال جزء من بلادنا، مشيراً إلى أن دور الخونة من أبناء الوطن هو في إطار التجنيد في صف العدوان في سبيل تمكين التحالف من احتلال البلد.
جرائم العدوان:
وتطرق السيد عبدالملك إلى الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بحق شعبنا، مؤكداً أنها وصلت لدرجة استحالة إنكارها رغم الأموال التي دُفعت للتغطية عليها.
وأوضح أن الجرائم أثبتت للعالم أجمع أن تحالف العدوان هو الظالم، مقابل مظلومية شعبنا الذي يقف موقف الحق في الدفاع عن نفسه وأرضه واستقلاله وحقوقه المشروعة، معتبراً أن تحالف العدوان سعى من خلال جرائم الإبادة الجماعية إلى قتل أكبر عدد من أبناء شعبنا.
وتناول السيد عبدالملك جوانب من جرائم العدوان، كقصف الكثير من المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية، واستهداف مراكز إيواء المكفوفين ورياض الأطفال ومدارس تحفيظ القرءان والآثار الإسلامية وبيوت الله المقدسة وحتى المقابر.
وبيّن أن جرائم تحالف العدوان شملت منع المواطنين من السفر والتنقل للعلاج جوا وبرا، وتسبب ذلك في معاناة كبيرة من بينها وفاة الآلاف من المرضى، كما شملت سعي العدوان إلى حرمان شعبنا من كل ثروته الوطنية وتجفيف الإيرادات وسرقة الثروات وحرمان الموظفين من المرتبات.
وأكد السيد عبدالملك أن كل جرائم العدوان واضحة ثابتة وموثقة بالصوت والصورة والإحصاءات، مشيراً أن الشعب اليمني والعالم راقب ذلك بما لا يدع مجالا للنكران والتبرير.
يوم الصمود الوطني.. دلالاته وأهميته:
السيد القائد أكد أن يوم الصمود الوطني هو مناسبة لإظهار صمود شعبنا وتمسكه بموقفه في التصدي للعدوان والتصدي للطابور الخامس.
وأوضح أن موقف شعبنا انعكس في الرفد للجبهات، والتجاوب مع التعبئة العامة، وحضور المسيرات والتجمعات بشكل واسع، كما انعكس في مواجهة مثيري الفتنة في الداخل.
وأضاف: “الصمود الشعبي انعكس في الجبهات والمواقف البطولية للجيش واللجان الشعبية”، لافتاً أن العالم تابع مشاهد البطولات حتى باتت مضرب المثل.
كما أوضح أن من مظاهر الصمود الوطني والشعبي، المرابطة في الجبهات رغم طول سنوات العدوان والأعباء الاقتصادية، مضيفاً: أن “من مظاهر الصبر والصمود، موقف أسر الشهداء الذين قدموا أروع الأمثلة في صبرهم ورضاهم واعتزازهم بما قدموه من تضحيات ومثلهم أيضا الجرحى وأسرهم والمرابطين وأسرهم”.
وتابع: “التصنيع العسكري رغم الصعوبات والإمكانات المحدودة أحد مظاهر الصمود الوطني”، مبيناً أيضاً أن صمود الموظفين واستمرارهم في أداء مهامهم رغم المعاناة الاقتصادية عكس إخلاصهم وصمودهم.
كما أكد السيد عبدالملك أن “محصلة الصمود لشعبنا هو فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه ومساعيه لاحتلال كل بلدنا والسيطرة التامة دون أي نوع من الجهاد والمقاومة”.
وشدد أن صمود شعبنا يجب أن يتواصل لتحقيق الثمار والحفاظ على المكاسب، مؤكداً أنه: “لا حلول لدول العدوان سوى وقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال”.
العدوان يسعى لتكتيك بديل:
السيد عبدالملك أكد تحالف العدوان مع الفشل الواضح له، يسعى إلى خيارات أخرى وتكتيك بديل، قائلاً: “الدول الإقليمية المنفذة للعدوان، السعودية والامارات، يدركون تورطهم وخسائرهم دون الحصول على مكاسب، بينما تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي إلى إبقاء الرياض وأبوظبي عالقة في العدوان”.
وأوضح أن أمريكا تريد إبقاء السعودية مستمرة في الحرب رغم الإدراك بأن ذلك يؤدي إلى مزيد من الخسائر والتبعات الاقتصادية والأمنية، مشيراً أن أمريكا لا تهتم باستمرار تورط السعودية والإمارات وينصب تركيزها على مصالحها ومكاسبها.
ولفت بقوله: “إذا كان تكتيك تحالف العدوان الاستمرار في الحرب والحصار وحالة ما بين الحرب والسلم فإن ذلك غير مقبول”، مضيفاً: “الحصار جزء أساسي من الحرب على بلدنا وحرمان شعبنا من حقه في الثروات الوطنية جزء من العدوان ولن يكون مقبولاً”.
واعتبر السيد عبدالملك أن “إثارة الفتنة في الداخل واستهداف أمن البلد جزء من العدوان”، محذراً تحالف العدوان بقوله: “إذا كان ذلك من خياراته فسنتعامل معها كحالة حرب”.
وقدم النصح لـ “السعودية والإمارات بعدم الاستمرار في العدوان لمصلحة أمريكا والتفكير بمصالحكم عبر التعامل بجدية في الحوارات”، داعياً إياهم إلى إنجاز اتفاق الأسرى ورفع الحصار.
وأكد السيد القائد أن طريق السلام هو بإيقاف العدوان والحصار، وإنهاء الاحتلال، وإعادة الإعمار، وتعويض الأضرار، واستكمال عملية تبادل الأسرى.
قادمون في العام التاسع..
السيد القائد كشف عن معالم وملامح المرحلة المقبلة، في العام التاسع، في حال استمر العدوان والحصار، قائلاً:
- قادمون في العام التاسع بجيش مؤمن منظم اكتسب الخبرة الميدانية من تجربة ثماني سنوات وتربى التربية الإيمانية”.
- قادمون في العام التاسع بترسانة صاروخية فتاكة بعيدة المدى دقيقة الإصابة قوية التدمير تطال كل منشآت الأعداء التي يعتمدون عليها.
- قادمون بالمسيرات المتنوعة، المتطورة، التي تعبر أجواء المعتدين متجاوزةً لكل دفاعاتهم، لتصل الى أهدافها بدقةً وقدرةً أكبر على التدمير.
- قادمون بقدرات بحرية، وبريةٍ بحرية متميزة، تطال كل هدف في البحر الأحمر وخليج عدن، والبحر العربي، وكافة الجُزر، وبقوةٍ بحريةٍ مؤمنةٍ مستبسلة.
- قادمون في العام التاسع بالتوكل على الله تعالى، والثقة به، وبوعي شعبنا ألعزيز، وتماسكه، وصبره، الإيماني، وبتماسك وضعه الداخلي، وتضافر الجهود، لقطف ثمرة الصمود: وهي الانتصار، وتحقيق الأهداف المشروعة، والاستحقاقات الأساسية لشعبنا وبلدنا في الحرب، في الحرية، والاستقلال، والعيش بكرامة.
شكر وعرفان لكل من وقف مع اليمن:
السيد عبدالملك توجه بالشكر إلى كل الذين وقفوا، ويقفون مع شعبنا في محنته ومظلوميته، وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية في إيران، التي وقفت رسميا وشعبينا وإنسانيا في ظل خذلان وصمت عربي وإسلامي.
وتوجه السيد عبدالملك بالشكر لحزب الله في لبنان، وسماحة أمينه العام السيد حسن نصر الله، لموقفه الشجاع والإنساني والأخلاقي والإيماني، في نُصرة شعبنا المظلوم.
كما شكر أحرار العراق، وكل الشعوب والأحرار، الذين تضامنوا مع بلدنا، من أبناء أمتنا الإسلامية، بكل أشكال المساندة والتعاطف والتضامن.
دعوة للمشاركة الواسعة في مسيرات الغد:
وفي ختام كلمته، دعا السيد عبدالملك شعبنا العزيز للخروج عصر الغد والمشاركة الواسعة في مسيرات الذكرى الوطنية الثامنة للصمود الوطني، ليعلن لكل العالم عن تمسكه بقضيته العادلة ومحذرًا لتحالف العدوان من الاستمرار في الحصار والعدوان والاحتلال.