توحيد الصف وجمع الكلمة بين ابنا اليمن والأمة هو الموقف المنسجم مع تعاليم الله
بصائر من نور القياده.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضره بعنوان الوحدة والاخاء 11 رمضان 1433هـ
إن العمل على جمع الكلمة وتوحيد الصف وتقوية الروابط الأخوية بين أبناء الشعب اليمني المسلم وبين الأمة الإسلامية عامة هو الموقف الصحيح المنسجم مع تعاليم الله سبحانه وتعالى ومع توجيهاته والمنسجم مع المنطلق الإيماني لمن يتحرك بدافع الإيمان والمنسجم مع الحرص على قوة الأمة وعزتها والوعي بالمخاطر الكبرى عليها ومؤامرات الأعداء ,الله سبحانه وتعالى يأمر في كتابه أمرا ويفرض فرضًا {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} ويقول في آية أخرى {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}(الشورى13) فجمع بين الأمر بالاعتصام بحبله والتوحد على الحق والخير والنهي عن التفرق مَن منطلقه إيماني وانتماءه إيماني ويتحرك بدافع إيماني فمن الطبيعي أن يكون حريصًا كل الحرص على أن يسعى ويبذل الجهد من أجل تطبيق هذا الأمر الإلهي الواضح وإقامة هذا الفرض الإلهي المؤكد طاعةً لله واستجابةً له فيسعى إلى لملمة الجروح وجمع الكلمة والدفع بالأمة, إلى التآخي والتعاون والتكاتف والتآلف, مَن منطلقه إيماني من الطبيعي أن يكون حريصًا على تنفيذ هذا الأمر الإلهي من يعي واقع الأمة واقع أمته التي هو منها, كل ضرر عليها ينعكس عليه, على واقعه يتضرر منه من يدرك طبيعة مؤامرات الأعداء الخطيرة على الأمة هو يدرك حاجة هذه الأمة إلى التوحد إلى التآخي إلى التعاون إلى التكاتف وبالتالي سيسعى بكل جهد وبكل إخلاص يسعى في سبيل توحيد صف الأمة لمواجهة الأخطار التي تحيط بها, من ينتمي إلى الإسلام فالمشروع الإلهي المتمثل بالإسلام, الإسلام في تعاليمه, الإسلام في أخلاقه, الإسلام في سلوكياته, الإسلام في مشروعه الكامل والشامل للحياة هو مشروع يوحد ويجمع ولا يُفرق ولا يُشتت بل هو مشروعٌ يبني أمةً قويةً عزيزةً متوحدةً في داخلها الرحمة والمحبة والتآخي والألفة والتكافل والتعاون, أمة نموذجية ُتقدم هي في واقعها الداخلي فيما هي عليه من أخلاق ورحمة وخير ورأفة وتعاون وتكاتف وانسجام وتكافل ُتمثل القدوة لأمم الأرض قاطبةً تُقدم شهادةً على عظمة المبادئ التي أتى بها الإسلام, كيف أثرها في واقع البشر, كيف أوجدت جواُ متلائمًا منسجمًا؟ كيف أبعدت عن الواقع الداخلي لأمة تنتمي إلى تلك المبادئ حالة التفرق والعداء والبغضاء والكراهية والأحقاد؟ ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}(الفتح29) هذا هو النموذج الأصيل للأمة الإسلامية,