الأمريكان والصهاينة يمثلون الطاغوت في هذا العصر ويعملون على إخراج الناس من النور إلى الظلمات
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
خطاب المولد النبوي الشريف 1444هـ.
إنَّ كل مساعي الطاغوت والاستكبار، ومن يرتبط به في كل زمان، بما في ذلك في زماننا، الذي يمثل الأمريكي والإسرائيلي فيه طاغوت العصر، هي: العمل على إخراج الناس من النور إلى الظلمات، بكل الوسائل والأساليب، ومجمل أعمالهم ومساعيهم تركِّز على التالي:
أولاً: نشر العقائد والثقافات والمفاهيم الباطلة والخاطئة، المسيئة إلى الله تعالى، والمؤثرة سلباً على العلاقة الإيمانية به، والتصور الخاطئ تجاه امتداد العلاقة الإيمانية بالله تعالى في حياتنا وأعمالنا، وفي هذا السياق يسعون لنشر الإلحاد، والترويج له، والترويج للشرك بالله تعالى، وللعقائد المسيئة إلى الله “جلَّ شأنه”، وإلى المفاهيم المغلوطة، التي تضرب الإنسان في إيمانه بالله.
ثانياً: يسعون إلى فصل الناس وإبعادهم عن الأنبياء والرسل، في العلاقة الإيمانية بهم كقادةٍ وقدوة، وعن كتب الله وتعليماته كمنهجٍ للحياة، ومستندٍ وأساسٍ ومرجعٍ للمعرفة، وللهدى والعلم، ومن أسوأ ما يفعلونه في ذلك: تحريفهم لمفاهيم الدين باسم الدين نفسه.
ثالثاً: سعيهم المستمر لتقويض القيم والأخلاق، ونشر المفاسد والرذائل، ومن ذلك: جريمة الزنا، وما يجرُّ إليه من التبرج والفوضى في الاختلاط، والعلاقات المحرَّمة، وجريمة الفاحشة الشنيعة (المثلية)، وما يدنس النفوس، ويفقدها الزكاء، ويدفعها إلى الجريمة، وإلى الرذيلة، كشرب الخمور، وتعاطي المخدرات، وكذلك استباحة المحرمات والخبائث، وإلغاء الانضباط بمسألة الحلال والحرام.
رابعاً: سعيهم المستمر لتغييب العدل من الحياة، ومنع إقامة القسط، وتمكينهم للظلم والظالمين، وارتكاب الجرائم الرهيبة بحق المستضعفين، من القتل الجماعي، والنهب لثرواتهم، وحرمانهم منها، وممارسة كل أشكال الظلم، وانتشار الجرائم، وإذلال الناس واستعبادهم واستغلالهم، واعتماد الهمجية والتوحش والجبروت لإخضاعهم.
خامساً: سعيهم المستمر لإماتة الشعور بالمسؤولية، والدفع بالإنسان نحو الانفلات والفوضى في أعماله وتصرفاته، وعدم الاستشعار لعواقب أعماله، والجزاء عليها، وكل ذلك بهدف إفساده كوسيلةٍ للسيطرة عليه.
وهذا الوضع الذي يطبعونه بذلك الطابع الطاغوتي يسمى في القرآن بالجاهلية، وضحيته هم الناس، وآثاره السيئة في الحياة ملموسةٌ في كل المجالات، في الحاضر المعاصر، وأيضاً معروفةٌ في تاريخ الأمم الغابرة، وفي الجاهلية الأولى، ما قبل بعثة خاتم الأنبياء رسول الله محمد “صلى الله عليه وآله”، وكانت قد وصلت بالمجتمع البشري إلى وضعيةٍ خطيرة، فكانت رحمة الله تعالى بخاتم أنبيائه ورسله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، يمتد نسبه إلى نبي الله إسماعيل، ابن نبيه وخليله إبراهيم “عليهما السلام”.