الوحدة, الله رسم طريقها باعتبارها مبدءاً مهماً من مبادئ دينه
يوميات من هدي القران الكريم.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الوحدة الإيمانية صـ1ـ2.
الوحدة, الله رسم طريقها باعتبارها مبدءاً مهماً من مبادئ دينه, هو الذي حدد كيف تكون, وتحت قيادة من, وعلى أساس ماذا, على أي أساس تقوم, هو الذي رسم رسماً كاملاً لما يؤدي بالمؤمنين إلى الوحدة.
ولاحظوا أن الوحدة الإيمانية المطلوبة من قبل الله سبحانه وتعالى من عباده هي نفسها المنسجمة مع فطرة كل واحد من المسلمين في الواقع, أن كل واحد في الواقع يعترف بأنه فعلاً أن أرقى توحد يكون له تأثير هو أن يكون الناس على منهج واحد, وكل واحد يعرف أنها مسألة مجاملة, أو مسألة تلفيق, أن نقول: يتوحدون هم على ما هم عليه, وكل واحد يبقى على ما هو عليه, كل واحد يعترف أنها قضية تلفيق.
وأنها أيضاً لا تحظى أمة على هذا النحو متفرقة, لا تحظى بنصر إلهي أبداً, أبداً, لماذا؟ لأن المسلمين أساساً عندما يُطلَب منهم أن يتوحدوا هو ليحملوا رسالة واحدة, يتوحدون لينشروا دين الله؛ ليعلوا كلمة الله, ينشرون هذا الدين في أوساط الأمم الأخرى, ودينه واحد.
عندما يتحرك أبناء هذه الأمة وهم عدة طوائف متفرقة, مذاهب متعددة, مختلفة في عقائدها, مختلفة في أحكامها الفقهية, مختلفة في تشريعاتها, مختلفة في مواقفها, مختلفة في أعلامها, أليسوا هم من سيوصلون الدين إلى أي بقعة أخرى بشكل مفرق؟.
تصور أنه جيش مكون من مائة ألف, أو حتى خمس مائة ألف, وباعتباره جيشاً إسلامياً, فيه الزيدي, والجعفري, والشافعي, والمالكي, والحنبلي, كل هذه المذاهب, عادة يكون بين الجيوش علماء ومثقفين ومتعلمون أليس كذلك؟ عندما يفتحون منطقة – هذا فرض – يفتحون منطقة من المناطق في العالم ما كل واحد سيتحرك ليعلم الآخرين بمذهبه؟ من منطلق أنه يريد أن يعلمهم دين الله, ويعلمهم الحق! إذاً سيوصل الناس دين الله مفرقاً إلى الآخرين فيوسعوا الفرقة, فلا يمكن لهم أبداً أن يحظوا بنصر الله؛ لأنهم هم فيهم خلل كبير.
إذا كانت الوحدة على النحو هذا الذي رسمه الله لعباده المؤمنين في القرآن الكريم هي ضائعة في أوساطهم أليس هذا خللا كبيرا جدا؟ أي أنهم سيحملون الدين إلى مناطق أخرى فينشروا العقائد الباطلة, وينشروا الأقوال الباطلة, والنظرات الباطلة, والمواقف الباطلة, إلى تلك الشعوب الأخرى.
هل سينصر الله أمة من هذا النوع؟