من يسيرون على هدى الله ويثقون بالله ويتوكلون عليه لن يقف في طريقهم اي عائق
يوميات من هدي القران الكريم
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
آيات من سورة الكهف صـ2
من يتأمل القرآن يجد أنه فعلاً يقطع كل الأعذار، ولا يبقي مجال لأي تساؤل حول عندما يقول الناس: [ما جهدنا، وأعداؤنا أقوياء، الدنيا قد هي كذا، الدنيا قد هي كذا .. ] كلها يرفضها، كل العوائق تراها من نفوسنا نحن، لا نتفهم كتاب الله، ونترك أمامنا دائماً قائمة من هذه المفاهيم المعوجة، الأفكار المعوجة التي تجعل هذه الحياة، تجعل هذه الأرض مليئة بالمطبات أمام دين الله.
ومن أغرب ما يقال مثلاً: [الدنيا قد هي ملان نفاق، والدنيا هذه ملان كفر وما باستطاعتنا نعمل شيء] ويقدم الدنيا بالشكل الذي لا يمكن أن تكون ساحة للعمل في سبيل الله، ولا ننطلق للعمل لإعلاء كلمة الله إلا إذا ما فيها شيء من هذا! إذا كانت الدنيا هذه كلها مليئة بأولياء الله فما الذي يبقى لهم أن يعملوا! ما الذي سيفعلون؟!.
إذاً فليفهم الناس هذه الإشكالية؛ لأنها فعلاًً من أكثر ما يهيمن على نفسيات الناس. فعندما يتحرك واحد في أوساط الناس كم تسمع من مفاهيم معوجة! وعندما تسمعها فهم يتحدثون عن الحياة، أليس كذلك؟ [الدنيا كذا والدنيا ملان أعداء، والدنيا ملان مفسدين، وأعداؤنا معهم أسلحة، ومعهم طائرات، ومعهم، ومعهم … الخ] أليسوا يتحدثون عن الحياة أنها ملان عوج، ومطبات؟!.
لكن من يسيرون على هدي كتابه لن يجدوا أيَّ مطب يصنعه هو، أن يكون قد صنعه هو سبحانه وتعالى هو في الحياة أبداً، ولا في تدبيره، بل يصنع ماذا؟ يصنع المتغيرات، ويهيئ الأجواء أمام أوليائه إذا انطلقوا على هديه. هذه القضية مما أكد عليها القرآن الكريم، وخاصة في هذه السورة، سورة [الكهف].
إذاً القرآن هو قيِّم، يرسم طريقاً مستقيماً، ويستقيم بمن يسيرون على هديه، ما ترى عوج، إنما تراه في عملهم هم، في عملهم وهم يسيرون على هدي القرآن، لا يكونون من النوع الذي دائماً يعملوا شيئا ثم يكتشفوا خطأ، عملوا شيئاً في ثاني مرحلة ثم اكتشفوا أخطاء، وأنهم كانوا مخطئين، وأنهم كانوا غالطين.
هذا لا يحصل لمن يسيرون على كتاب الله، وكمثال عملنا هذا الذي يتمثل في رفع شعارات، وتوعية، واهتمام بقضايا من هذه، على نحو ما يقارب من سنتين، عندما انطلقنا على أساس كتاب الله، وعلى أساس الإهتداء بكتاب الله، ألم نجد كل الأحداث تشهد بأهمية هذا العمل؟ وهل أحد منا ندم في هذا العمل، على أساس أننا كنا غافلين، عندما رفعنا شعار واتضح إن ما كان هناك حاجة إلى أن يرفعوه؟!. لا.
تجد كلما مشت من الأحداث، كلما ظهرت أهميته أكثر فأكثر، وكلما تقدمت الأيام، وأيضاً ظهرت متغيرات أخرى، كلما ظهر أهمية أن ننطلق في هذا العمل بجدية، وأن ينطلق الناس أيضاً معنا في هذا العمل، وأنه فعلاً من يسيرون على هدي الله، وهدي كتابه، لا يكتشفون أنفسهم أنهم سلكوا طرقاً ثم ندموا في سلوكها، أنهم تبنوا أشياء، ثم ندموا على تبنيها؛ تجدهم دائماً يلجموا، أخطاء، يخطي ويصحح، ويخطي ويصحح دائماً!.