الجهاد في سبيل الله هو وسيلةٌ للدفاع عن الأمة نفسها، لدفع الخطر عنها
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية الثانية عشرة 12 رمضان 1442هـ.
الجهاد في سبيل الله ليس عنواناً للدفاع عن الله “سبحانه وتعالى”، بحيث يتصور الإنسان أن هناك خطراً يمكن أن يتوجه إلى الله، وأن الله طلب من عباده أن يدافعوا عنه، لا، الله “سبحانه وتعالى” هو القوي العزيز، هو القاهر فوق عباده، والمهيمن على السماوات والأرض، والمهيمن على عباده، حياتهم بيده، موتهم بيده، رزقهم بيده، وهو “سبحانه وتعالى” يمكن بفيروس صغير أن يسلطه عليهم فيقهرهم ويصل بهم إلى حالة الاستسلام التام والعجز التام، أو أن يسلب منهم حياتهم في رمشة عين، في لحظة، في ثانية، في أقل من ذلك، الكل تحت سلطانه وقهره وهيمنته.
الجهاد في سبيل الله هو وسيلةٌ للدفاع عن الأمة نفسها، لدفع الخطر عنها، للحفاظ على حريتها واستقلالها وكرامتها، للحفاظ على مبادئها، وقيمها، وأخلاقها، ومصالحها، وأوطانها، وممتلكاتها، فائدته وثمرته تعود إلى الناس في الدنيا والآخرة: عزة، وكرامة، وحرية، واستقلال.
عندما يعطَّل هذا الفرض العظيم في دوره المهم، والأمة بأمس الحاجة إليه؛ لكي تكون أمةً حرةً، عزيزةً، مستقلة، ويأتي من يساهم في تعطيل هذا الفرض العظيم؛ فيثبط، ويخذل، ويجمد، هذا المبدأ وهذا الفرض المهم، ثم يسعى أيضاً إلى صرف اهتمام الناس عنه كلياً، والتثبيط عن أي توجه يدفع بالناس إلى القيام بهذا الفرض العظيم، هذا هو من الأحبار، إن كان بصفة عالم دين، من الأحبار الذين يصدون عن سبيل الله، ممن إذا ارتبطت به، وأطعته في ذلك، فقد اتخذته رباً، أشركت به شركاً عملياً، وهكذا بقية الفرائض المهمة، والمسؤوليات المهمة، إذا أنت كفاك أن يكون الشخص بصفة عالم دين، وارتحت بما قدمه لك؛ لأنه توافق مع هوى نفسك، فاعتبرت ذلك مناسباً، واعتبرت أنه أعفاك من مسؤولية، كنت ترى فيها أنها مسؤولية شاقة، فارتحت لذلك، فأنت هنا تورطت في أن جعلت منه رباً، وألّهته في واقعك العملي، من خلال الشرك العملي، عندما يحرم ما أحل الله، ويحل ما حرم الله، عندما يقدم تشطيبات، ويقدم- في نفس الوقت- حالة تجميد للنصوص القرآنية، لأوامر الله، لتوجيهات الله “سبحانه وتعالى”، من أجل هوى النفس، فهي حالة خطيرة جداً.