السيد حسن نصر الله: معركة طوفان الأقصى أسست لزوال الكيان الصهيوني
| أخبار فلسطين | 22 جماد الآخر 1445هـ الثقافة القرآنية: أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء الأربعاء، أن عملية طوفان الأقصى في سبت السابع من أكتوبر الفائت وضعت كيان العدو الصهيوني الزوال، متوعدا بالرد والعقاب على جريمة العدو باغتيال صالح العاروري.
وفي كلمة له خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس الذي أقامه حزب الله في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال السيد نصر الله إنّ “من نتائج عملية طوفان الأقصى إعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل أنحاء العالم عن حلول، أثبتت عملية طوفان الأقصى أن هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شعبه ومقدساته وتاريخه”.
وأضاف ومن نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها ارتفاع مستوى التأييد لخيار المقاومة داخل الشعب الفلسطيني وعلى مستوى الأمة”.
وتابع من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها “سقوط صورة “اسرائيل” في العالم التي عمل عليها الإعلام الغربي وجزء من الإعلام الرسمي العربي ولهذه النتيجة تأثير كبير على معادلات الصراع في المنطقة”.
وأردف السيد نصر الله: “أمام هول ما جرى في غزة فانقلب السحر على الساحر فاستطلاعات الرأي الأمريكية تقول أكثر من 50 بالمئة من الشباب الأمريكي يقول يجب تفكيك “دولة إسرائيل” وإعادة كل أرض فلسطين للشعب الفلسطيني”، معتبرا
ورأى أن طوفان الأقصى وما بعده وجه ضربة قاصمة لمسار التطبيع، كما توضّح للعالم أن “اسرائيل” لم تحترم أي قرار دولي”، وقال السيد نصر الله: “من النتائج تهشيم الردع الاستراتيجي الذين قالوا أنهم يعملون على إعادة ترميمه”، واسقط طوفان الأقصى نظرية البلد الآمن لليهود والآن نرى هجرة معاكسة من قبل اليهود.
السيد نصر الله قال إنّ “المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للإقدام، وخلال ثلاثة أشهر في غزة لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أنه أمامه صورة نصر حتى الآن”،
وأشار إلى أنّه “من نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة شعب الكيان بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية”.
وأكد السيد نصر الله أن “إسرائيل” كيان مصطنع وصلة شعبها بهذه الأرض قائمة على الأمن وعندما يفتقد الصهاينة الأمن ينتهي الأمر ويجمعون حقائبهم ويرحلون وهذا هو المشهد الآتي”،
وقال: “طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات أسقط مفهوم الملجأ الآمن للصهاينة الذي على أساسه تقوم هجرة ملايين اليهود إلى اسرائيل وقد بدأت الهجرة المعاكسة”.
وأضاف السيد نصر الله إنّه “من نتائج طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات كسر صورة دولة إسرائيل المقتدرة، وأرض فلسطين من البحر إلى النهر هي فقط للشعب الفلسطيني، وكيان العدو يعاني من مئات الآلاف من النازحين والهجرة العكسية والأوضاع النفسية للصهاينة والاقتصاد المتدهور”.
وأشار إلى أنه من “من نتائج الحرب الفشل في تحقيق أي من الأهداف فالأمريكي عندما يقول للإسرائيلي أن ينسحب من المدن لأنه يخاف عليه فيما من الممكن أن تكون رغبة المقاومة بقاء الصهاينة للنيل منهم”،
وتابع “من أهم نتائج طوفان الأقصى أنه دمر الصورة الامريكية التي تم الترويج لها وقدمها بأبشع حقائها لأن اليوم الذي يقتل في غزة هو الأمريكي ويمنع وقف الحرب على غزة، وما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادرًا على حماية أي شعب وهذا عبرة لنا جميعًا”،
ونوه بتجربة غزة قائلًا: “هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك، الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان فإن كنت قويًا تفرض احترامك على العالم، وهناك مشهد قوة في غزة رغم المظلومية الهائلة”.
وأكد أن “ما جرى وضع “إسرائيل” على طريق الزوال الذي سنشهده جميعا إن شاء الله ولن يستطيع أن يحميها أحد، وطوفان الأقصى وضع “إسرائيل” على طريق الزوال أما العروش العربية فلتحفظ نفسها”.
خطوة البحر الأحمر شجاعة ومؤثرة إلى أبعد الحدود
وفي السياق أشاد السيد نصر الله بخطوات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وقال: “قامت حركات المقاومة بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية لكن كانت الخطوة النوعية هو التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة إلى أبعد الحدود”.
وأضاف: “عندما نرى حجم النتائج والانجازات التي تحققت حتى الآن وأضفنا اليها ما يمكن أن يتحقق لاحقا عندها سندرك وسنزداد تسليمًا ورضى بحجم التضحيات في كل الساحات”.
وأكد السيد نصر الله ان محور المقاومة يلتقي على مفاهيم ورؤية استراتيجية وأهداف واضحة، وأعداء محددون، وتعرف أين مصلحة شعوب المنطقة وأين تكمن مصلحتها وسيادتها، ومتوافقة في الرؤية للمشروع الإسرائيلي.
وتابع “لكن كل حركة مقاومة حيث هي تقرر هذا الموقف أم غيرهم حسب رؤيتها الوطنية وانسجاما مع الرؤية الاستراتيجية ولا يأمر أحدٌ أحدا نتشاور ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ولكن كل طرف يأخذ القرار الذي يراه مناسبا”.
السيد نصر الله يتوعد بالرد على جريمة اغتيال العاروري
أكّد السيد حسن نصر الله أنّ اغتيال العدو الصهيوني، ليل أمس، لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد الشهيد الشيخ صالح العاروري يحمل عدوانين، الأول اعتداء على الشيخ صالح ورفاقه، والثاني اعتداء على الضاحية الجنوبية.
وتوعد كيان العدو بقوله إنّ هذه “الجريمة الخطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب”، قائلاً: “بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي”.
وأشار السيد نصرالله إلى أن الشهيد صالح العاروري الشيخ صالح هذا القائد الجهادي الكبير أمضى شبابه وعمره في الجهاد والمقاومة والعمل والقتال والأسر والهجرة والجهاد وختم الله بهذه العاقبة الحسنة”.
وقال “نتوجه بالتبريك والتعزية بأخينا القائد الكبير العزيز الشيخ صالح العاروري والذين استشهدوا بالأمس في عدوان صهيوني فاضح في الضاحية الجنوبية لبيروت في ليلة استشهاد القائدين سليماني والمهندس”،
كما توجّه السيد نصر الله بالتعازي والتبريك “بكل الشهداء من غزة إلى الضفة الغربية إلى شهداء العراق الذين استشهدوا بفعل العدوان الأمريكي على مجاهدي المقاومة الاسلامية في العراق”،
وأضاف “نتوجه لنعزي ونبارك بشهداء سوريا واليمن شهداء البحر وما أدراك ما عظمة شهداء البحر عند الله وشهداء المقاومة في لبنان، ونتوجه لنعزي ونبارك بكل هؤلاء الشهداء الذين مضوا على طريق القدس ونتوجه بالتحية لكل عائلاتهم الذين يعبرون عن ايمانهم وثباتهم وصمودهم”.
السيد نصر الله يُحذّر: في حال شنّ العدو حرباً على لبنان فسيكون قتالنا بلا سقف
وبشأن الجبهة اللبنانية، قال السيد نصر الله أنّ “قرار فتح جبهة الجنوب في 8 أكتوبر كان قربةً إلى الله، وإسناداً لأهلنا المظلومين في غزة، وتخفيفاً عنهم وهو قتال فعال جداً”، مشيرا إلى أن الدخول على الجبهة “كشف قرار إسرائيل القضاء على المـقاومة وحـزب الله، كما أفقدها عنصر المفاجأة”، وأيضاً أدّى إلى “استنفار الإسرائيلي بكل أسلحته وعتاده”.
وأكد أن أهم رسالة بعثت بها المقاومة عند فتح جبهة الجنـوب، “أنّها مـقاومة جريئة شجاعة ولا تخاف أحد وليست مردوعة، وليس لها حسابات يمكن أن تقف في وجه الدفاع عن شعبها وأرضها”.
وأضاف “نحن حتى الآن، نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة، لذلك ندفع ثمناً غالياً من أرواح شبابنا”، مشدداً على أنه “في حال شنّ العدو حرباً على لبنان، فسيكون قتالنا بلا سقوف وحدود وقواعد وضوابط”.
وأردف محذرا، كيان العدو، قائلا: من يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة وإذا كنا نداري حتّى الآن المصالح اللبنانية فإذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط”.
ولفت السيد نصرالله إلى أن “الإسرائيلي استنفر بكل أسلحته وعتاده وهذه من بركات مسارعة المقاومة في لبنان إلى فتح الجبهة”.
وأردف بقوله “اعتبر الإسرائيلي أن ما جرى في غزّة قد يرعب اللبنانيين وكانوا يفكرون جديًا بالقضاء على حزب الله باعتبارها فرصة لكن هذه الحرب على لبنان منعها أمران الأمر الأول مسارعة المقاومة إلى فتح الجبهة مما أفقد الاسرائيلي عنصر المفاجأة والأمر الثاني قوة وشجاعة وجرأة المقاومة.