بساطتنا نحن العرب جعلتنا ضحية لليهود حيث نضع حدا لفسادهم والفساد لا حدود له
يوميات من هدي القران الكريم.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الارهاب والسلام صـ4.
نحن العرب لا نفهم، وهذه هي بساطتنا، وهذا هو ما جعلنا ضحية لليهود، نحن من دائماً نضع حداً لأعمال المفسدين، ونضع حداً للفساد .. أنه إنما سيصل إلى هنا فقط، ولا نعلم بأن الفساد لا ينتهي، أن الفساد لا حد له، أن الفساد لا يتوقف عند نقطة معينة، أن الظلم والباطل لا يتوقف عند نقطة معينة. من الذي كان يتصور أن بالإمكان أن تصل بنا الحال إلى أن نُمْنَع في مساجدنا من ترديد مثل هذا الشعار؟. أوليس الأمر قد وصل إلى ذلك؟ لقد عُمم هنا في اليمن على المساجد أن لا يتحدث الناس فيها عن أمريكا، وكنا نحن لا نتصور إلا أنه فقط مُنع في الحج.
عندما جاء المنع في الحج تجاوب المسلمون ولم يكونوا يهتموا بأن عليهم أن يقفوا موقفاً يجعل أولئك ييئسون من أن باستطاعتهم أن يوقفونا عن أداء الواجب الإلهي الملقى على عواتقنا نحن العرب في مثل قوله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمران: من الآية110) لكنا هكذا قلنا لا بأس في الحج. بعد الحج ما الذي حصل؟. منع في المساجد، فقلنا: لا بأس فالمساجد هي للعبادة، كما قال أولئك: [الحج هو عبادة، وأنت عليك أن تذكر الله فقط ولا تتعرض لشيء]. سنقول نفس الشيء: [هذه مساجد وما دخل المساجد بـ (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود) ونحوها].
هل المساجد أعظم من القرآن الكريم؟ القرآن الكريم مليء بتلك الآيات التي تلعن الظالمين، وتلعن الفاسقين، وتلعن اليهود والنصارى من مثل هذه الآية {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (المائدة:78).
قلنا: (لا بأس المساجد ليست لهذا هي للصلاة)؛ لأننا أصبحنا لا نفهم دور المساجد، ولا دور الصلاة.
ثم بعد ذلك سيقولون لنا: [أيضاً في منازلكم لا تتحدثوا عن أمريكا. أيضاً بأقلامكم لا تصدروا كلمة فيها إساءة إلى مشاعر أمريكا]. وهكذا سنرى أنفسنا نطارد, نطارد ونحشر إلى زاوية ضيقة.
ما الذي انقلب في هذا الموضوع؟ هم يحشرونا إلى زاوية ضيقة مظلمة لا نرى فيها النور، ولا نتحدث عن النور، ولا نصل بالنور إلى قيد أنملة في هذا العالم، وهم من يتحركون, هم من يقولون, بدل أن نتحدث عن الجهاد يتحدثون هم عن [الإرهاب].
وإنني أقول: إن علينا أن نتحدث عن كلمة [الجهاد]؛ لأن كلمة [الجهاد] هي الآن محارَبة بعينها، يُوضع ويرسخ بدلاً منها كلمة [إرهاب]، فإذا كان الله أراد من الجهاد أن تكون كلمة شرَّف بها ذلك الصراع الذي كان العرب يتعودون عليه، ألم يكن العرب متعودين فيما بينهم على القتال على التناحر؟. سمَا بالعرب لأن الإسلام جاء شرف للعرب {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} (الزخرف: من الآية44).
حتى الصراع الذي كان يدور بينهم، عَمِل على أن يتحول إلى صراع مقدس، فأضاف إليه اسماً مقدساً فسماه [جهاداً]، إذاً فبدلاً من أن تتقاتلوا فيما بينكم وتتناحروا فيما بينكم تعالوا إلى حيث يكون صراعكم ويكون قتالكم سمواً وشرفاً ورفعة، ونشراً للحق، ونشراً للنور إلى كل أقطار الدنيا فسماه جهاداً في سبيله سماه [جهاداً] وجعله سنام دينه، وجعله مفتاح جنته، وجعله ركناً من أركان دينه، بل جعله عَلَماً لِقِمّة الذوبان في محبته سبحانه وتعالى، أولم يقل الله عن أوليائه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة:54).
يوم كان العرب فيما بينهم يثور بعضهم على بعض، يتناحرون فيما بينهم، يغزو بعضهم بعضاً، هاهو يعطيهم صراعاً من نوع آخر يسميه [جهاداً في سبيله]، يجعله علماً على الذوبان في محبته {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} هذا الجهاد المقدس، هذا المصطلح القرآني الهام، هذا المبدأ الذي ترتبط به عزة الأمة وكرامتها، وترتبط به حيوية القرآن والإسلام، يرتبط به وجود الأمة كلها وهويتها، هاهو يتعرض لأن يُبدّل، كما بُدّلنا نحن في واقعنا، قعدنا وهم من يتحركون في البحار، وهاهم يحولون الجهاد إلى كلمة تصبح سُبَّة نحن نرددها، ونحن نجعلها كلمة أمريكية تضفي الشرعية على أي ضربة أمريكية لأي جهة.